تحقيق : مروة غانم
بعد الإعلان عن قيام إحدى الفتيات بتسميع القرآن الكريم كاملا فى جلسة واحدة الأيام الماضية تداول الكثير من رواد التواصل الاجتماعى هذا الخبر وتم نشره على نطاق واسع .
حيث نجحت هاجر سعد السعيد على من محافظة الدقهلية والتى لا يزيد عمرها عن ال 19 سنة بتسميع القران كاملا فى جلسة واحد دون أن تخطىء خطأ واحدا مما أثار اهتمام وفضول الكثيرين سواء المهتمين بحفظ القرآن الكريم والساعين الى اتقان الحفظ أو حتى غير المهتمين بحفظه فقد أثار الموضوع تساؤلات كثيرة منها كيف يتحقق ذلك مع صعوبة أيات القرآن الكريم من ناحية وطول السور من ناحية أخرى فضلا عن وجود المتشابهات والتى تعوق الكثيرين فى الحفظ والاتقان .
ولا تعد هاجر المثال الوحيد لمن يقوم بهذا الأمر فقد سبقها عدد من البنين والبنات على مدار السنوات الأخيرة الماضية سواء داخل مصر أم خارجها .
وبالرغم من أن هذا الموضوع يعتبر حافزا لمن يريد حفظ القرآن ويتعثر فى الحفظ إلا أن البعض اعتبره بدعة لم تحدث فى عهد النبى وصحابته الكرام لذا قمنا باجراء هذا التحقيق مع بعض المتخصصين فى علم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر للوقوف على مدى حقيقة هذا الأمر وإن كان له تواجد عند النبى صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم والتابعين كما أردنا إلقاء الضوء على مردود هذا الأمر بالنسبة للفرد والمجتمع مع توضيح أن العبرة ليست بحفظ القرآن فقط إنما لابد من فهم معانيه فهما صحيحا طبقا لمراد الله عزوجل مع ضرورة العمل بما فيه حتى يكون قدوة لغيره وخير داع للاسلام ومبلغ عن النبى صلى الله عليه وسلم وحتى يكون القرآن حجة له لا عليه .
ليست بدعة
وفى البداية أكد الدكتور تامر خضر مدرس التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر بالقاهرة على أن حلقات تسميع القرآن فى جلسة واحدة تعد من باب التأكيد على الحفظ ’ وبيان تمكن من يقوم بالتسميع وليست ببدعة كما يدعى البعض , فقد ثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم كانوا يقرآون القرآن الكريم ويختمونه فى اليوم الواحد أكثر من مرة .
ولفت مدرس التفسير وعلوم القرآن الى أنه ثبت عن الإمام أبى حنيفة والإمام الشافعى أنهم كانوا يختمون القرآن فى اليوم مرتين وأكثر , وهذا يدل على التمكن وقوة الحفظ كما يزيد من الاستيعاب والاستذكار الجيد .
وأشار خضر إلى أن حفظ القرآن الكريم يرفع صاحبة لدرجة عالية فى الدنيا والاخرة فيكفيه حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذى قال فيه عمن يتقن حفظ القران الكريم :” الذى يقرآ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة “
الحفظ مع العمل
وشدد على أن العبرة ليست بحفظ القرآن فحسب فلابد من العمل بما جاء فيه ,فرب حامل للقرآن والقرآن يلعنه , لكن هذا لا يقلل من الحث على حفظ كتاب الله واتقان أياته لكن يجب أن يرتبط هذا الحفظ بالفهم الصحيح للأيات ومراد الله عزوجل منها وتأويله بما ثبت عن النبى وصحابته والتابعين وسلف وخلف الأمة من العلماء الراسخين , فكثير من المنتسبين للجماعات المتطرفة يحفظون القرآن الكريم لكنهم يتأولونه على غير مراد الله عزوجل وبما لا يوافق صحيح الكتاب والسنة .
مردود ايجابى
ووافقه الرأى الدكتور هنيدى هنيدى أستاذ مساعد التفسير وعلوم القرآن مشيدا بعقد مثل هذه الجلسات الراقية والنافعة مع ضرورة إظهارها لعامة الناس لينتفع بها الجميع فضلا عن اظهار النوابغ والمواهب والقدرات الفردية للمجتمع .
وأضاف أستاذ مساعد التفسير وعلوم القرآن : ان لهذه الجلسات القرآنية لها مردود ايجابى كبير على كل من يريد الحفظ فهى ترغبهم وتحفزهم على الاقبال على القرآن الكريم وحفظ أياته وتدبر معانيه عوضا عن حفظ الأغانى الهابطة والكلمات المتدنية .
أما الدكتورة سندس محمد مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر فقالت : ان هذه الجلسات تحفها الملائكة , فما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتابه ويتدارسونه , إلا نزلت عليهم السكينة , وغشيتهم الرحمة , وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ’ وتلك الحلقات التى تقام هنا وهناك لاختبار حفظ القرآن الكريم وتسميعه لمن يريد عمل رائع لابد من تشجيعه بكل الطرق هذا مع ضرورة ألا يكتفى الانسان بالحفظ فقط بل عليه فهم أيات القرآن الكريم وتدبر معانيها ومعرفة أسباب النزول حتى يصير حافظ القرآن داعية الى الله .