المواطن الغربى تعرض لأكبر عملية تزييف وعى وغسيل مخ فى العالم كله
طارق عبد الله
أكد المفكر الإسلامى الدكتور محمد عبدالله الشرقاوى عضو منتدى الأديان الإبراهيمية بزيورخ واستاذ الفكر الإسلامى بجامعة القاهرة على استحالة فرض ما يسمى بـ ” الديانة الإبراهيمية ” بالمنطقة العربية والإسلامية بالقوة ولن ترى النور نهائيا .. موضحا بأن جمع الأديان الثلاثة ( اليهودية ، والمسيحية ، والإسلام ) فى دين واحد أمر غير واقعى لايمكن أن يتحقق على أرض الواقع لا بالإقناع ولا بالقوة ، فتغيير عقائد الناس بالقوة من المستحيل .
وأشار إلى أن أجهزة الاستخبارات فى العالم هى التى تحاول أن تزرع هذه الخلطة الجديدة كى تحل محل الأديان الثلاث .. منوها بأن الانجيلية الصهيونية ودوائر المحافظين الجدد فى الولايات المتحدة الأمريكية وبعض المتنفذين الصهاينة أصحاب المشروع الاستيطانى الاستعمارى هم من يريدون تنفيذ هذه الخطة للهيمنة والسيطرة على المنطقة العربية ، خاصة وأن ” الديانة الإبراهيمية ” محددة لمنطقة الشرق الوسط وليست دعوة عالمية كما كان الأمر لـ ” العولمة ” .
وشدد د. الشرقاوى على أن ” الديانة الإبراهيمية ” هى فكرة سياسية استعمارية من أجل الهيمنة والسيطرة على أتباع الأديان فى هذه المنطقة ولكنها لن تحقق نجاحا ملموسا .
وأوضح – خلال حواره لــ ” عقيدتى ” – أن استشراق الكنائس والأديرة فى القرون الوسطى رسم صورة كالحة عن الإسلام والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم تلقفتها وسائل الإعلام الغربى فى العصر الحديث لتشويه صورة الإسلام خاصة بعد أن ركب الصهاينة قطار الاستشراق.. مشيرا إلى أن الإستشراق لعب دورا كبيرا فى ترسيخ الصورة النمطية السلبية عن الإسلام وعن المسلمين عند المواطن الغربى الذى خضع لأكبر عملية تزييف وعى وغسل مخ فى العالم كله تجاه الدين الإسلامى ومقدساته.
وأشار إلى أن الجانب السياسى له دخل كبير فى قضية مسلمى الصين باعتبارهم قومية من عشر قوميات تحاول الانفصال عن الدولة .. مؤكدا رفضه وإدانته لكل ضغط أو مصادرة لحقوق الإنسان الصينى سواء كان مسلما أو غير مسلم .. وفيما يلى نص الحوار :
استحالة التطبيق
< فى البداية .. أسألكم بصفتكم عضوا فى منتدى الأديان الابراهيمية بزيورخ .. هل أثير موضوع ” الديانة الإبراهيمية ” الذى أحدث ضجة خلال الفترة الأخيرة الماضية فى منطقة الشرق الأوسط داخل المنتدى ؟
<< أريد هنا توضيح أنه من الناحية العلمية والأكاديمية والدينية ينبغى على أتباع الديانات التى تنتمى إلى سيدنا ابراهيم عليه السلام أن يتعاونوا وأن يتعاضوا فيما يتعلق بحياتهم الدنيوية ومشاكلهم ومشاغلهم التعليمية ، والتربوية ، والاقتصادية ، وفيما يتعلق بمسألة تعزيز الأمن ، ومسألة تعزيز مكانة الأسرة ، ومسألة ما تشجع عليه بعض المجتمعات فى هذه الأيام مثل الجنسية المثلية ويتعاونوا فى مواجهة هذه المسائل الحياتية ..فهذه مسائل لابد من التعاون فيها .. والمنتدى الذى يضم عددا مهما من كبار الأديان فى العالم سواء كانوا من علماء اليهود بمذاهبهم المختلفة أو من علماء المسحيين بمذاهبهم المختلفة ( كاثوليك ، بروتستانت ، أرثوذكس ) ومن علماء المسلمين ( سنة أوشيعة ) .. أقول هذا المنتدى منتدى علمى و أكاديمى ، هدفه الأسمى الذى تعقد من أجله الندوات والمؤتمرات هو تعزيز التعاون بين أتباع هذه الأديان الثلاث التى تنتمى إلى سيدنا ابراهيم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام .. ونحن المسلمين علاقتنا بسيدنا ابراهيم علاقة خاصة جدا وعلاقة حتمية ، فهو الذى سمانا المسلمين ، ونحن فى صلواتنا الخمس كل يوم ندعو لسيدنا ابراهيم ولآل سيدنا ابراهيم ” اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ” ، وكذلك نبارك عليه ، فعلاقتنا حميمة وخاصة بسيدنا ابراهيم عليه السلام .. وأنا بصفتى أكاديميا مصريا مسلما أفعل وأطبق توجيهات ربنا الذى جعلنا أمما وجعلنا شعوبا لنتعارف ، فالخطوة الأولى للتعاون هى التعارف ، أن يعرف بعضنا بعضا ، هذه الخطوة الأولى ، فمسألة المعرفة لا تأتى من الكتب والأوراق فقط ، لكن المعرفة المباشرة فى أن نجلس معك وتجلس معى ونتحدث ونتكلم ونتبادل الأراء والأفكار ، وأنا فى الحقيقة جربت ذلك لأننى منخرط فى أنشطة الحوار بين أتباع الأديان فى العالم ، بل أنا كنت صاحب مشروع تمثل فى ” مركز أو منتدى الدوحة الدولى لحوار الأديان والثقافات” ، وكنا كل عام ندعو عشرات الأديان المختلفين فى العالم ويتناقشوا ويتعارفوا فى المؤتمر الدولى الذى انبثق عن هذا المركز .. ومن تجاربى الشخصية أقول لك أنا كمسلم أطرح فكرتى منطقية وبواقعية وبالديل والبرهان وأيضا بحصافة وذكاء ، الطرف الثانى ينصت إلى ويستمع إلى وينصت إلى كلامى الذى سقته له بموضوعية وبالدليل وبلغة العصر وبمراعاة الأولويات ، غالبا ما يتأثر الطرف الآخر بهذا النقاش ، ومن الممكن فى عقله يحتفظ بهذا النقاش ويعدل من أفكاره وأرائه ومن أحكامه وأطروحاته ، وهذا فى الحقيقة أنا لامسته وشهدته بنفسى مع كثير من علماء الدين ومن المستشرقين أيضا .. أما مسألة جمع الأديان الثلاثة ( اليهودية ، والمسيحية ، والإسلام ) فى دين واحد وعمل خلطة من تعاليم هذه الأديان فى نسخة جديدة هى الديانة الإبراهيمية ، أقول هذا أمر غير واقعى وأمر لايمكن أن يتحقق على أرض الواقع لا بالإقناع ولا بالقوة ، لأنك لاتستطيع تغيير عقائد الناس بالقوة ، فهذا مستحيل .. إذا هى فكرة غير واقعية ولن ترى النور نهائيا ، وأنا أقول لك ذلك بصفتى متخصص فى علم الأديان والحوار ، لماذا ؟ لأن لا علماء اليهودية بمذاهبها المختلفة ولا علماء المسيحية بمذاهبها المحتلفة ، ولا علماء الإسلام يوافقون على هذا الكلام ، فيصبح هذا الكلام غير ذى موضوع .. صحيح أجهزة الاستخبارات فى العالم هى التى تحاول أن تزرع هذه الخلطة الجديدة كى تحل محل الأديان الثلاث ، أنا أعلم أن بعض الحكومات وبعض الدوائر الحاكمة وبعض الدوائر الاستخباراتية فى العالم تحاول هذا ، لكن ذلك لن يحدث ، لنطمئن وليطمئن الناس .. فهذا لغو وعبث ، ولايمكن أن يحدث بأى حال من الأحوال .. أما فكرة التعاون بين هذه الأديان فنحن بالتأكيد كمسلمين نؤيد ونعزز ونشارك فى مسألة التعاون بين أتباع الأديان ، التعاون فيما يتعلق بشؤون الدنيا كما قلت ، لكن مسألة جمع الأديان فى دين واحد فهذه مسألة مستحيلة .. وهناك مؤتمر سيعقد فى سويسرا خلال الفترة المقبلة ، دعيت إليه ، وسأعتزم المشاركة فيه إن شاء الله إن أمد الله فى أجلنا .
حقيقة الصهيونية
