<h4 class="yiv8254404390gmail-p2" dir="rtl">المواطن الغربى تعرض لأكبر عملية تزييف وعى وغسيل مخ فى العالم كله</h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><span style="color: #ff0000;"><b>طارق عبد الله</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><b>أكد المفكر الإسلامى الدكتور محمد عبدالله الشرقاوى عضو منتدى الأديان الإبراهيمية بزيورخ واستاذ الفكر الإسلامى بجامعة القاهرة على استحالة فرض ما يسمى بـ " الديانة الإبراهيمية " بالمنطقة العربية والإسلامية بالقوة<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>ولن ترى النور نهائيا .. موضحا بأن جمع الأديان الثلاثة ( اليهودية ، والمسيحية ، والإسلام ) فى دين واحد أمر غير واقعى لايمكن أن يتحقق على أرض الواقع لا بالإقناع ولا بالقوة ، فتغيير عقائد الناس بالقوة من المستحيل .</b></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><b>وأشار إلى أن أجهزة الاستخبارات فى العالم هى التى تحاول أن تزرع هذه الخلطة الجديدة كى تحل محل الأديان الثلاث .. منوها بأن الانجيلية الصهيونية ودوائر المحافظين الجدد فى الولايات المتحدة الأمريكية وبعض المتنفذين الصهاينة أصحاب المشروع الاستيطانى الاستعمارى<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>هم من يريدون تنفيذ هذه الخطة للهيمنة والسيطرة على المنطقة العربية ، خاصة وأن " الديانة الإبراهيمية " محددة لمنطقة الشرق الوسط وليست دعوة عالمية كما كان الأمر لـ " العولمة " .</b></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><b>وشدد د. الشرقاوى<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>على أن " الديانة الإبراهيمية " هى فكرة سياسية استعمارية من أجل الهيمنة والسيطرة على أتباع الأديان فى هذه المنطقة ولكنها لن تحقق نجاحا ملموسا .</b></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1">وأوضح – خلال حواره لــ " عقيدتى " - أن استشراق الكنائس والأديرة فى القرون الوسطى رسم صورة كالحة عن الإسلام والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم تلقفتها وسائل الإعلام الغربى فى العصر الحديث لتشويه صورة الإسلام خاصة بعد أن ركب الصهاينة قطار الاستشراق.. مشيرا إلى أن الإستشراق لعب دورا كبيرا فى ترسيخ الصورة النمطية السلبية عن الإسلام وعن المسلمين عند المواطن الغربى الذى خضع لأكبر عملية تزييف وعى وغسل مخ فى العالم كله تجاه الدين الإسلامى ومقدساته.</span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1">وأشار إلى أن الجانب السياسى له دخل كبير فى قضية مسلمى الصين باعتبارهم قومية من عشر قوميات تحاول الانفصال عن الدولة<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>.. مؤكدا رفضه وإدانته لكل ضغط أو مصادرة لحقوق الإنسان الصينى سواء كان مسلما أو غير مسلم .. وفيما يلى نص الحوار :</span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p5" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>استحالة التطبيق</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>< فى البداية .. أسألكم بصفتكم عضوا فى منتدى الأديان الابراهيمية بزيورخ<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>.. هل أثير موضوع " الديانة الإبراهيمية " الذى أحدث ضجة خلال الفترة الأخيرة الماضية فى منطقة الشرق الأوسط<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>داخل المنتدى ؟</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><< أريد هنا توضيح أنه من الناحية العلمية والأكاديمية والدينية ينبغى على أتباع الديانات التى تنتمى إلى سيدنا ابراهيم عليه السلام أن يتعاونوا وأن يتعاضوا فيما يتعلق بحياتهم الدنيوية ومشاكلهم ومشاغلهم التعليمية ، والتربوية ، والاقتصادية ، وفيما يتعلق بمسألة تعزيز الأمن ، ومسألة تعزيز مكانة الأسرة ، ومسألة ما تشجع عليه بعض المجتمعات فى هذه الأيام مثل الجنسية المثلية ويتعاونوا فى مواجهة هذه المسائل الحياتية ..فهذه مسائل لابد من التعاون فيها .. والمنتدى الذى يضم عددا مهما من كبار الأديان فى العالم سواء كانوا من علماء اليهود بمذاهبهم المختلفة أو من علماء المسحيين بمذاهبهم المختلفة ( كاثوليك ، بروتستانت ، أرثوذكس ) ومن علماء المسلمين ( سنة أوشيعة ) .. أقول هذا المنتدى منتدى علمى و أكاديمى ، هدفه الأسمى الذى تعقد من أجله الندوات والمؤتمرات هو تعزيز التعاون بين أتباع هذه الأديان الثلاث التى تنتمى إلى سيدنا ابراهيم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام .. ونحن المسلمين علاقتنا بسيدنا ابراهيم علاقة خاصة جدا وعلاقة حتمية ، فهو الذى سمانا المسلمين ، ونحن فى صلواتنا الخمس كل يوم ندعو لسيدنا ابراهيم ولآل سيدنا ابراهيم " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم " ، وكذلك نبارك عليه ، فعلاقتنا حميمة وخاصة بسيدنا ابراهيم عليه السلام .. وأنا بصفتى أكاديميا مصريا مسلما أفعل وأطبق توجيهات ربنا الذى جعلنا أمما وجعلنا شعوبا لنتعارف ، فالخطوة الأولى للتعاون هى التعارف ، أن يعرف بعضنا بعضا ، هذه الخطوة الأولى ، فمسألة المعرفة لا تأتى من الكتب والأوراق فقط ، لكن المعرفة المباشرة فى أن نجلس معك وتجلس معى ونتحدث ونتكلم ونتبادل الأراء والأفكار ، وأنا فى الحقيقة جربت ذلك لأننى منخرط فى أنشطة الحوار بين أتباع الأديان فى العالم ، بل أنا كنت صاحب مشروع تمثل فى " مركز أو منتدى الدوحة الدولى لحوار الأديان والثقافات" ، وكنا كل عام ندعو عشرات الأديان المختلفين فى العالم ويتناقشوا ويتعارفوا فى المؤتمر الدولى الذى انبثق عن هذا المركز .. ومن تجاربى الشخصية أقول لك أنا كمسلم أطرح فكرتى منطقية وبواقعية وبالديل والبرهان وأيضا بحصافة وذكاء ، الطرف الثانى ينصت إلى ويستمع إلى وينصت إلى كلامى الذى سقته له بموضوعية وبالدليل وبلغة العصر وبمراعاة<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>الأولويات ، غالبا ما يتأثر الطرف الآخر بهذا النقاش ، ومن الممكن فى عقله يحتفظ بهذا النقاش ويعدل من أفكاره وأرائه ومن أحكامه وأطروحاته ، وهذا فى الحقيقة أنا لامسته وشهدته بنفسى مع كثير من علماء الدين ومن المستشرقين أيضا .. أما مسألة جمع الأديان الثلاثة ( اليهودية ، والمسيحية ، والإسلام ) فى دين واحد وعمل خلطة من تعاليم هذه الأديان فى نسخة جديدة هى الديانة الإبراهيمية ، أقول هذا أمر غير واقعى وأمر لايمكن أن يتحقق على أرض الواقع لا بالإقناع ولا بالقوة ، لأنك لاتستطيع تغيير عقائد الناس بالقوة ، فهذا مستحيل .. إذا هى فكرة غير واقعية ولن ترى النور نهائيا ، وأنا أقول لك ذلك بصفتى متخصص فى علم الأديان والحوار ، لماذا ؟ لأن لا علماء اليهودية بمذاهبها المختلفة ولا علماء المسيحية بمذاهبها المحتلفة ، ولا علماء الإسلام يوافقون على هذا الكلام ، فيصبح هذا الكلام غير ذى موضوع .. صحيح أجهزة الاستخبارات فى العالم هى التى تحاول أن تزرع هذه الخلطة الجديدة كى تحل محل الأديان الثلاث ، أنا أعلم أن بعض الحكومات وبعض الدوائر الحاكمة وبعض الدوائر الاستخباراتية<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>فى العالم تحاول هذا ، لكن ذلك لن يحدث ، لنطمئن وليطمئن الناس .. فهذا لغو وعبث ، ولايمكن أن يحدث بأى حال من الأحوال .. أما فكرة التعاون بين هذه الأديان فنحن بالتأكيد كمسلمين نؤيد ونعزز ونشارك فى مسألة التعاون بين أتباع الأديان ، التعاون فيما يتعلق بشؤون الدنيا كما قلت ، لكن مسألة جمع الأديان فى دين واحد فهذه مسألة مستحيلة .. وهناك مؤتمر سيعقد فى سويسرا خلال الفترة المقبلة ، دعيت إليه ، وسأعتزم المشاركة فيه إن شاء الله إن أمد الله فى أجلنا .</span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p5" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>حقيقة الصهيونية</b></span></h4> [caption id="attachment_5969" align="alignleft" width="442"]<img class=" wp-image-5969" src="https://aqidati.gomhuriaonline.com/wp-content/uploads/2022/01/5-300x254.jpg" alt="" width="442" height="374" /> الدكتور محمد عبدالله الشرقاوى[/caption] <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>< هل جاء المؤتمر من أجل مناقشة موضوع " الأديان الإبراهيمية " ؟</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><< إطلاقا .. فهذا الموضوع لايشغل المنتديات والمراكز الدينية ، فمسألة دمج الأديان السماوية الثلاثة فى ديانة واحدة هى الديانة الإبراهيمية لايشغل الأكاديميين ، وإنما يشغل بعض الحكومات الاستعمارية المهيمنة ، ويشغل الدوائر الاستخباراتية ، ويشغل الانجيلية الصهيونية فى أميركا ، ويشغل أيضا دوائر المحافظين الجدد فى الولايات المتحدة الأمريكية ، ويشغل أيضا بعض المتنفذين الصهاينة ، مع أن باقى اليهود لايعنيهم هذا الكلام ، أما الصهاينة فهم أصحاب مشروع استيطانى استعمارى وعندهم أن الغاية تبرر الوسيلة ، وعندهم أن الصهيونى مستعد أن يدهس على ديانة اليهودية وعلى ديانته اليهودية فى سبيل صهيونيته ، وهو يعلم علم اليقين أن صهيونيته هى خلق جماعة وظيفية لخدمة الحكومات الغربية الاستعمارية .</span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>< إذا " الديانة الإبراهيمية " فكرة سياسية فى الأساس ؟</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><< نعم .. هى </span><span class="yiv8254404390gmail-s2"><b>فكرة</b></span><span class="yiv8254404390gmail-s1"> سياسية استعمارية من أجل الهيمنة والسيطرة على أتباع الأديان فى هذه المنطقة ولكنها لن تحقق نجاحا ملموسا .</span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>< أفهم من ذلك أنها محاولة جديدة بديلة لأطروحات سابقة كالعولمة وتصادم الحضارات وغيرها التى فشلت فى التطبيق ؟</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><< العولمة بحسب فلسفتها الأولى تخص العالم كله ، أى الجنس البشرى كله ، لكن فكرة الديانة الإبراهيمية محدودة بالشرق العربى أو الشرق الأوسط ، وليست فكرة دولية .. ما وصل لنا من دوائر الاستخبارات ومن الصهاينة لايتكلم عن عولمة هذه الفكرة ، لكن أن تكون فى هذه المنطقة ، فهل هى من أجل التجريب ؟ .. لا أعلم ما فى رؤسهم !! .</span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p5" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>مبادرة إيجابية</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>< وهل تعتقد أن حديث فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر عن " الديانة الإبراهيمية " ورفضه لها ، أوقف أمرا معينا كان من الممكن حدوثه فى المنطقة ؟</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><< الحقيقة أنا اطلعت وقرأت حديث فضيلة الإمام الأكبر فى هذا الموضوع ، وكان حديثا جيدا ، وقد لفت ونبه الكثير من الناس سواء كانوا من الإعلاميين أو الأكاديميين أو المفكرين أو حتى من المسؤولين إلى ضرورة التنبه لمثل هذه الأفكار ، وأعتقد أن الإمام الأكبر قد تكون لديه معلومات أو فكرة موثقة عن شئ ما يراد تطبيقها فى هذه المنطقة ، فبادر الرجل بهذا الحديث لكى ينبه الناس ، فأحسن الله إليه وجزاه خيرا . . والرجل له مبادرات إيحابية طيبة وما حدث بخصوص التحذير من " الديانة الابراهيمية " هى واحدة من تلك المبادرات لأنه نبه الجميع من التيقظ لمثل هذه المخططات والأفكار التى قد تثير نقاشا وجدلا ، وبالفعل أثارت نقاشا وجدلا ليس فى مصر فقط بل فى العالم العربى والإسلامى كله .</span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>< عقب إثارة قضية الديانة الإبراهيمية .. زعم الكثيرون بأن الهيمنة فى منطقة الشرق الأوسط ستكون لــ " اسرائيل " على أرض الواقع من خلال هذا المخطط " الإبراهيمى " .. ما هى رؤيتكم فى ذلك خاصة وأنكم ذكرتم آنفا أن الصهاينة لهم دور فى إثارة هذه القضية ؟</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><< هذا الكلام اـتفق مع قائله ، لكن من خلال الاحتكاك المباشر مع الأكاديميين فى العالم أنا مطمئن أن هذا لايمكن تنفيذه .. هناك أشياء كثيرة يمكن تنفيذها مثل تقسيم الدول ، المؤامرات من أجل تقسيم العالم العربى ، أو تقسيم الدول إلى دويلات ، وتجزيئ المجزى كما شهدنا ذلك فى السودان ومحاولاتهم المستميتة فى العراق واليمن حتى فى سوريا وفى لبنان ، فى كل مخطط ا وضعه المستشرق الصهيونى<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>بيرنارد لويس الذى كان مستشارا عند المحافظين الجدد عندما كانوا فى البيت الأبيض يحكمون العالم ، بل كان مستشارا فى البنتاجون ( وزارة الدفاع الأمريكية) حيث وضع لهم مشروع التقسيم هذا ..<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>أما موضوع " الديانة الإبراهيمية "<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>فلا يمكن فرضه -لاسمح الله - بالقوة ،<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>ففرض ديانة جديدة بالقوة لن يفلحوا فيه ، لأن فرض ديانة يختلف عن فرض خطة استعمارية تقسيمية .. هم نجحوا فى تقسيم المنطقة بالمقص وقلم الرصاص فى سايكس بيكو بالقوة ، أيضا الاستعمار الفرنسى فى الجزائر حاول طوال 130 سنة أن يُحل الديانة المسيحية محل الإسلام وبذلوا فى ذلك كل ما يستطيعون من إمكانات لكنهم لم يستطيعوا ، لأن فرض الديانة بالقوة مستحيل ، وهذا ما أؤكد عليه كثيرا .</span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p5" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>الإستثمار الغربي</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>< هناك من يقول بأن مساعى الغرب للتوتر بين السنة والشيعة يصب فى خدمة هذا المشروع الابراهيمى الخبيث .. إلى أى مدى تتفق مع هذا الطرح ؟</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><< هذا سؤال جيد جدا فى الحقيقة ، لأننا لو عدنا إلى الوراء فى تاريخ العلاقات بين السنة والشيعة ، منذ أيام السلاجقة والعثمانيين ، حتى فى أيام المماليك قبل أن يأتى العثمانيون إلى مصر لوجدنا استثمار الغرب فى توتر العلاقات بين السنة والشيعة فى العالم الإسلامى من أجل مخطط تنفيذ وتمرير مخططاتهم ، هذا كان فى السابق ، وكان أيضا فى الوقت الحالى ، نحن نرى الآن فى الغرب ومعه الصهاينة يصنع من إيران البُعبع للمنطقة ، فاستهلاك طاقات المنطقة بدلا من استثمارها فى النهضة والنمو وإصلاح حال المواطن العربى المسلم ،<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>وحيث نرى الآن أنه لاصوت يعلو على صوت مقاومة المشروع النووى الإيرانى ، فطبعا مسألة العلاقة بين السنة والشيعة يستثمرها الغرب منذ زمن بعيد وليس اليوم .. علينا أن ندرس التاريخ لكى نستخلص منه العبرة لنحدد ممارساتنا اليوم .. بالطبع أنا لا استبعد ذلك بل أكاد أوافق عليه .</span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>< لكم العديد من المؤلفات حول " الاستشراق " أن غالبية كتاباتكم حاليا حول ذلك الإستشراق فهل الإستشراق مازال موجودا فى الغرب بصورته القديمة التى كان عليها منذ قرون ؟ وإذا كان موجودا .. هل هناك اختلاف بينه وبين القديم ؟ وما مدى تأثيره على المجتمع الغربى الآن ؟ </b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><< الاستشراق الحالى يختلف عن الإستشراق القديم ، ليس فى الأهداف أوفى البواعث أوفى الغايات ، ولكن يختلف فى الأساليب والأدوات والمنهجية .. الاستشراق – كما تعلم – بدأ فى الأديرة والكنائس ، حيث كان يجلس فيها المستشرقون من علماء الكنائس الكاثوليكية يبحثون ويدرسون الإسلام من أجل خلق صورة مشوهة كالحة السواد لهذا الدين ولهذا القرآن ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل تسويقها لدى المواطنين الأوربيين المسيحيين لتسميم مشاعرهم ووعيهم ضد الدين الإسلامى الذى له جاذبية كبيرة جدا ، فكان رجال الكنيسة يخافون على رعاياهم المواطنين المسيحيين<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>من هذا الدين ،<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>فهذه كانت الخطة لإبعاد رعاياهم عن الإسلام ، وبالفعل كتبوا مئات الدراسات والبحوث ، بل الآلاف من أجل تشويه صورة الإسلام ، ومع الأسف الشديد أن هذه الصورة الكالحة التى رسموها للإسلام وللقرآن ولمحمد صلى الله عليه وسلم قد استقرت فى الضمير الجمعى أو الوعى الغربى الجمعى فى مشاعرهم واستمرت حتى اليوم ، وورثها المستشرقون جيلا بعد جيل حتى ورث الناس هذا .. واليوم الاستشراق الجديد له نفس الأهداف ، ونفس الغايات ، ونفس البواعث ، لكن اختلفت الأساليب .. فى السابق كان المستشرقون أفرادا ، الآن أصبحوا مؤسسات ومراكز بحثية وأقسام أكاديمية فى الجامعات .. فى السابق كان المستشرق يجلس فى أوروبا "<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>فى برلين ، فى زيورخ ، فى لندن ، فى كامبريدج " يدرس النصوص .. الآن المستشرق يأتى بنفسه إلى البلاد العربية والإسلامية ، والتى يسمونها الآن بالدراسات الميدانية .. كانوا فى السابق يدرسون الإسلام نفسه لكى يتعاملوا مع الإسلام ( فى قرآنه ، فى سنة محمد صلى الله عليه وسلم ، فى التشريع ، فى الحضارة ، فى السيرة ) .. الان يدرسون المسلمين أنفسهم .. كانوا فى السابق مهتمين بدراسة الكتب والنصوص والتعليق عليها وتحقيقها وترجمتها وهذا ما يمسى " الاستشراق الفيولوجى " ، فأقلعوا عنه بما يسمونه هم الآن " الاستشراق السيوثولوجى أو الأنفروبولوجى " الذى يدرس المجتمعات المسلمة اليوم دراسة واقعية ، ويدرسون المسلمين اليوم فى واقعهم سياسيا ودينيا وثقافيا وحتى العادات والتقاليد والأعراف ، حتى الناحية الإثنية ، والجنسيات .. هذا ما نطلق عليه الإستشراق المتجدد ، لأنه يجدد فى وسائله وتقنياته ، لكنه يحتفظ بالأهداف القديمة .. بالطبع هذا الكلام أنا لا أعممه على جميع المستشرقين .. فى السابق كنت أستطيع أن أعمم ، إلى أن انتقل الاستشراق من الكنائس والأديرة إلى الجامعات بعد قرار مؤتمر " فيينا الكنسى " الذى عقد سنة 1312 ( فى مطلع القرن الرابع عشر الميلادى ) فانتقل الاستشراق إلى العالم الأكاديمى " عالم الجامعات " ، وبعد ذلك نقل الأوربيون عشرات الآلاف من المخطوطات العربية والإسلامية إلى مكتباتهم وجامعاتهم فى اوروبا .. أقول المستشرق عندما يقرأ فى الكتب الأصلية للمسلم مثلا كــ " مقدمة ابن خلدون " أو " تحقيق ما للهند " للبيرونى " أو يقرأ فى الفقه " الفقه المالكى " " الفقه الحنفى " أو غيرهما هو صاحب عقل ، إن كان قد أوتى استقلالا فى العقل وحرية الفكر واستطاع التخلص من الميراث القديم ولو نسبيا تجده يتقدم خطوة فى الاتجاه الصحيح .. لا يكون متعصبا كما كان أسلافه ، لايكون منحازا أو متحيزا ويكون موضوعيا وليس ذاتيا ، وبالتالى تجد كثير من كتابات المستشرقين اليوم أقرب إلى الموضوعية .. نعم فيها أخطاء ، لكن قد تكون أخطاء الاجتهاد ، أخطاء عدم إلمامه الكامل باللغة العربية .. أخطاء أيضا نتيجة الميراث الثقيل الذى ورثه من السابقين ويصعب عليه التخلى عنه جملة .. علينا الحقيقة واجب مهم جدا ونحن مقصرون فيه إلى حد كبير .. هذا الواجب هو أن نمد أيدينا إلى هؤلاء المستشرقين فنتعاون معهم فى مشاريع علمية ، ندعوهم إلى محاضراتنا وندعوهم إلى مؤتمراتنا .. نذهب إلىهم نتناقش معهم .. هذا هو الذى يسهم فى تصحيح الصورة ، وفى محاولة نقلهم ولو خطوات فى الاتجاه الصحيح ، وهذا من صميم الدعوة إلى الله تعالى .<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p5" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>قطار الإستشراق</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s3"><</span><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b> ولكن المجتمع الغربى نفسه هل مازال متأثرا بسابقيه من المستشرقين .. أم أثرفيه بعض المستشرقين الحالييين الموضوعيين الذى تحدثت عنهم ؟</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><< المشكلة أن هذه الصورة القديمة الكالحة التى رسمها استشراق الكنائس والأديرة للإسلام والمسليمن والقرآن وللرسول صلى الله عليه وسلم ، تلقفتها وسائل الإعلام الجهنمية الغربية فى العصر الحديث خاصة الحرب العالمية الأولى والثانية ، خاصة بعد أن ركب<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>الصهاينة قطار الاستشراق ، ليس هذا فقط ، ولكنهم أصبحوا قادة قطار الإستشراق ، منذ أن كتب ابراهام جايبر وهو حاخام ألمانى كتابه عن " الإسلام واليهودية " دخل المستشرقون اليهود والصهاينة بقوة عالم الاستشراق بقوة وقادوه ، أسلموه لوسائل الإعلام سواء أكانت صحافة أو تليفزيون أو انترنت وأيضا عملوا فى خدمة الحكومات الاستعمارية المهيمنة أو الطامحة فى السيطرة على مقدرات العالم العربى والإسلامى .. كل هذا طبعا ناهيك عن وسائل الثقافة ، ناهيك عن أفلام السنما وتأثير أفلام السينما فى العالم ، ناهيك عن المسرح ، عن الرواية ، عن الشعر ، وكل هذا قد لعب دورا كبيرا فى ترسيخ الصورة النمطية السلبية عن الإسلام وعن المسلمين عند المواطن الغربى ، ومع الأسف الشديد المواطن الغربى خضع بل أُخضع لأكبر عملية تزييف وعى وغسل مخ فى العالم كله ، المواطن الغربى أخضع لهذه العملية ، لأن هؤلاء الناس لم يكونوا فى خدمة الحقيقة ، بل كانوا فى خدمة أهداف فى الأغلب دينية لاهوتية أو استعمارية<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>أو استخباراتية .</span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1">· هناك عدد من المستشرقين والمفكريين الغربيين أنصفوا الإسلام ورسوله الكريم .. لماذا انساق الغرب وراء غالبية المستشرقين الذين ظلموا الاسلام ولم يستمعوا لأمثال هؤلاء المنصفين ؟</span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1">- علينا أن نتذكر أن المواطن العادى ، ولا اقول الأكاديمى المتخصص أو المثقف أو المفكر ، يتأثر بوالديه وبمجتمعه القريب ، يتأثر بوسائل الإعلام ، يتأثر بوسائل الثقافة كالسينما والمسرح ، واليوم يتأثر بالشبكة العنكبوتية وكل ما يبث فيها بثا حيا .. وأيضا يتأثر بما يسمعه عن العالم العربى والعالم الإسلامى وأيضا يتأثر أكثر بحالة العرب والمسليمن المتخلفة حضاريا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>، بالطبع هذا لايُقدم له النموذج الجذاب نحو الإسلام ، وأخشى ألا نكون قاطعو السبيل للذين يريدون معرفة الإسلام والدين الصحيح بصورة صحيحة لأوضاعنا المتخلفة حضاريا وعلميا .</span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p5" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>عملية استغراب</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>< هل نجح العالم الغربى فى تطبيق مايريده داخل مجتمعاتنا من أهداف ؟</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><< نعم .. الغرب نجح نجاحا كبيرا فى هذا ، وكيف نتعامل مع هذا النجاح .. هو بداية الخطوة الأولى المعرفة .. أن نعرف الغرب ماذا صنع .. وهذا الاستشراق بذل جهودا هائلة جدا لأنه بدأ قبل ألف سنة ومستمر على كل الجغرافيا الغربية ( الغرب القديم فى أوروبا والعالم الجديد فى أمريكا وكندا استراليا ) بذلوا جهودا هائلة .. عشرات الآلاف من البحوث<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>من الرسائل العليمة فى سبيل تحقيق أهدافهم ، علينا أن نعرف ماذا صنعوا .. قد يكون هذا بداية لما يمكن أن يسمى " الاستغراب " من قبلنا نحن المسليمن والعرب ، أى نبدأ علميا وفكريا عملية استغراب واسعة ، ونقصد بالإستغراب أن نفهم الغرب فهما دقيقة ، وأن ندرس الغرب دراسة دقيقة ، وأن نجعل الغرب موضوعا لبحوثنا ودراساتنا يمنحنا أن نكون الذات الدارسة والغرب يصبح الموضوع الذى ندرسه نحن ، وإن نشطنا فى هذا وقطعنا شوطا ، وإن كان لايمكن تبديل الأمور فى يوم ولية ، خاصة وأننا نتكلم عن ميراث بدأ قبل ألف سنة ، فهذا لايعدل فى أيام أو شهور ، لكن الأمل حقيقة موجود .<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s3">< </span><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>ولكن كيف<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>يمكننا الحفاظ على هويتنا القومية والدينية<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>لمجتمعاتنا أمام هذه التيارات الغريبة<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>الوافدة<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>؟</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><< هذه مسألة على قدر كبير من الأهمية .. كيف نحافظ على هويتنا .. فى الحقيقة الوسائل متعددة منها التعليم والتربية ، يبدأ من الإبتدائى إلى الدكتوراه وما بعدها إلى الأستاذية .. نلاحظ هذا تعميق وتعزيز الهوية العربية الإسلامية ، أيضا وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة وشبكة الإنترنت إلى آخره وأيضا وسائل الثقافة ، وأيضا المسؤولون ، لأن هذه فى الحقيقة مسؤوليتهم .. آمل أن يتنبهوا إلى هذه المسألة ، والهوية لها جوانب متعددة كما نعلم ، منها اللغة ، علينا الإهتمام بها اهتماما كبيرا بتعليمها وبالحفاظ عليها وبالإهتمام بمعلم اللغة العربية اهتمام كبير وأن تكون مادة اللغة العربية مادة مهمة للغاية فى كل مدارسنا الحكومية والخاصة والأجنبية التى تدرس فى مصر أيضا ، لأنه لاهوية بغير لغة ، وأيضا على المسؤولين الأكاديميين أو التربويين الإهتمام الشديد بتسهيل وتيسير تعليم اللغة العربية لأبنائنا نحن وأيضا وضع البرامج لتعليم غير الناطقين بها ،. أيضا تصوراتنا وثقافتنا الديينية .. وهنا الثقافة الدينية الحضارية والأخلاقية ، وهذه مسألة مهمة جدا ، لأن الدين لابد وأن يقدم لأتباعه ثمرة أخلاقية سلوكية ونظرة حضارية ، وهذه حقيقة يشترك فيها السملمون والمسيحيون فى مصر وفى غير مصر، وهنا استشهد بكلمة الأنبا يوحنا قلته " أنا مسيحى عقيدة لكن أنا مسلم لغة وثقافة وحضارة " .</span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1">الحفاظ على الهوية مسألة مهمة جدا ، نحن نشاهدها فى الغرب ، الإنسان فى الغرب لايذهب إلى الكنيسة وينتقد المسيحية ليل نهار ، لكن أنت كمسلم عندما تنتقد شيئا ما فى الديانة المسيحية تجد هذا المسيحى الغربى ينتفض ويدخل معك فى معركة وجدالا .. لماذا ؟ ، لأن المسيحية بالنسبة له تاريخ ، وتاريخه جزء أساسى من هويته الحالية المعاصرة .. هو لايدافع عن المسيحية لأنه متدين بها ، ولكن بحسبانها جزء من هويته المعاصرة .. يدافع عنها وأنت تندهش<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>.. والحقيقة نحن نهتم كثيرا بعلاقتنا الثقافية مع الغرب وعلينا أيضا أن نهتم بعلاقاتنا الثقافية مع الحضارات الشرقية .</span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p5" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>السياسة والأديان</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>< وما هى رؤيتكم فى " مؤتمرات حوار الأديان "<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span>التى عقد منها الكثير خلال السنوات الماضية ، خاصة وأن البعض بتحفظ عليها لما لها من أهداف تذهب إلى منحنيات سياسية فى الأغلب الأعم ؟</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><< مؤتمرات الحوارات بين أتباع الأديان مهمة جدا للغاية إن أبعدنا العامل السياسى وتُرك االعلماء والمفكرون والأكاديميون يتناقشون ، لأنهم لايتناقشون حول العقائد هل هى صحيحة أم لا ، هذه مسألة منتهية لأنه " لكم دينكم ولى دين " ، لكن يتناقشون فيما ينفع ، وهناك أمثلة لعدد من القضايا التى يمكن مناقشتها فى هذه الحوارات مثل " حول المناخ والتغيرات المناخية وإسراف الدول الصناعية افساد الغلاف الجوى " فيما يتعلق بالأسرة ، فيما يتعلق بالتعليم والتربية ، فيما يتعلق بالرأسمالية المتوحشة وآلاتها الجهنمية التى تسحق الفقراء ، فيما يتعلق بالتربية والتعليم فى العالم ، فيما يتعلق بالفقر ومعالجته ، وهكذا .. يتناقشون فى هذا ، وكيف يقدمون توصيات لأصحاب القرارات فى هذه الأمور .. وما حضره فضيلة الإمام الأكبر منذ أكثر من شهر بإيطاليا فى " مؤتمر علماء الأديان حول المناخ " خير دليل على ذلك .. أنا أؤيد هذا بل أنا منخرط فيه سواء مع الكنيسة الإنجليكانية فى بريطانيا مع الفاتيكان فى إيطاليا منذ سنوات طويلة .. لكن إذا تدخلت السياسة المغرضة فإنها تفسد هذه المؤتمرات ، لأن السياسة ما إن دخلت فى شئ إلا أفسدته حسب كلام الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده رحمه الله ، بالطبع السياسة الملتوية المعوجة المغرضة ، وليس السياسة الرشيدة الحكيمة الصالحة.. فهل أنت إذا دعيت لأحد هذه المؤتمرات تنظر فى إذا ما كانت هذه الساسة الملتوية تدخل فى هذا المؤتمر أم لا .. إذا كان ليس لها تداخل أنا أؤيد الاشتراك فيه ، بل أراه واجبا دينيا .<span class="yiv8254404390gmail-Apple-converted-space"> </span></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p5" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>المسلمون فى الصين</b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p3" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1"><b>· أعلنتم أنكم الآن على استعداد لتقديم محاضرة حول " الفكر الإسلامى الحديث فى الصين" لطلاب الدراسات العليا .. فحدثنا عن ذلك فى عجالة ، خاصة وأن عددا كبيرا من المسلمين فى الصين يعانون من اضطهاد وتهميش ؟ </b></span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1">- دعنى أقول لك شيئا .. الحضارة والثقافة والسياسة الصينية فى تاريخها الطويل ليس بينها وبين الإسلام عداء كما بين الغرب والإسلام عداء ، بل بينها احترام وتقدير للرسول عليه الصلاة والسلام وما جاءء به من تعاليم أخلاقية وتعاليم تتعلق بالإنسان وبالرحمة وبالتكافل ، وبكرامة الإنسان وحقوقه ، والعدالة وبقية القيم والمُثل .</span></h4> <h4 class="yiv8254404390gmail-p4" dir="rtl"><span class="yiv8254404390gmail-s1">الجالية المسلمة فى الصين كانت تعانى فى الحقيقة من بعدها عن العالم الإسلامى ، لأن الصين بعيدة جدا " اطلبوا العلم ولو فى الصين " ، حيث عانى المسلمون هناك من الانغلاق والبعد عن الاحتكاك بمصادر الإشعاع العلمى والفكرى والثقافى إلى بداية القرن العشرين ، وفى سنة 1930 أرسلوا خطابا للأزهر الشريف يطلبون معلمين يذهبون إليهم من الأزهر ويطلبون بعثات لأبنائهم ، الأزهر وافق على الفور وبدأت البعثات تأتى إلى مصر لتتعلم فى الأزهر الشريف ، بل إن بعد خمس سنوات قرر ملك مصر والسودان فى ذلك الوقت تعيين مستشار صينى له يقيم فى مصر ويكون مستشار الملك للثقافات الشرقية الأسيوية .. انظر للإنفتاح المصرى المبكر ، والملك أمر بإرسال الكتب إلى هناك وأنشئت فى بكين مكتبة باسم " مكتبة الملك فؤاد " وبدأ يستقبل الطلاب الصينيين ليتعلموا فى مصر ، وكان بعضهم يتعلم فى الأزهر ثم ينتقل ليكمل تعليمه فى دار العلوم ، وبعد أن كان المسلمون هناك منغلقين ومهمشين أصبح لهم شأن بفضل أنهم تعلموا فى مصر واحتكوا بكبار العلماء المصريين ، والعجيب أن روح تجديد الفكر المصرى الذى كان الإمام محمد عبده رائدا فيها ومدرسة الإمام محمد عبده أثرت فى هؤلاء الصينيين تأثيرا كبيرا جدا .. لكن ما نراه اليوم هو الحقيقة ليست مسائل دينية ، ليس كما متصور ، لكن الجانب السياسى له دخل كبير فى المسألة ، لأن المسلمين فى الصين ليسوا قومية واحدة وانما عشر قوميات تتنافس مع بعضها ولهم لغات ولهم تواريخهم وتنافسهم الداخلى .. بعض هذه الجاليات تسعى نحو الانفصال ، هكذا يسشتعر المسلمون الصينيون ، فيمارسون ضدهم نوعا من الضغط ، بالطبع نحن نرفضه وندين كل ضغط أو مصادرة لحقوق الإنسان الصينى سواء كان مسلما أو غير مسلم ، لكن علينا أن نفهم المسألة حق الفهم ، هل دافعها دينى أم سياسى .. أنا أقول دافعها فى الأساس سياسى وأقول من خلال الأجوبة التى تلقيتها من الصينيين الذين أثق فى كلامهم .. لكننا طبعا ندين بأشد العبارات ونرفض كل قمع وكل تهميش وكل ما يمارس من صنوف التهميش والقمع لأى إنسان فى أى مكان فى مشارق الأرض ومغاربها ، وهذا انطلاقا من توجيهات ديننا الحنيف وتوجيه رسولنا صلى الله عليه وسلم الذى أرسل رحمة للعالمين.</span></h4>