وزير الأوقاف يولي القراء اهتماما بالغا ويصرف لنا مليون جنيه للمعاشات
حوار: إسراء طلعت
”دولة التلاوة في مصر”، عالم مليئ بالأصوات التي أبهرت العالم في القرآن الكريم، ولهذه الدولة مظلة تجمع كل من ينتمي لها، وهي نقابة القراء ومحفظي القرآن الكريم، يرأسها الشيخ محمد حشاد نقيب القراء.
كان لـ”عقيدتي” لقاء معه ليحدثنا عن دولة التلاوة ومستقبلها وكيف يتم ضبط التلاوة في مصر بعد أن انتشر عدد من المخالفات التي يقوم بها المنتسبين للنقابة؟
وأكد أن دولة التلاوة في مصر مازالت بخير وهي التي علمت الدنيا كلها فنون التلاوة الصحيحة، كما تعمل النقابة على ضبط إيقاع القراء غير الملتزمين دور تقوم به النقابة أول بأول، وتعمل على توقيع عقوبات رادعة لمن يخالف ضوابط التلاوة، محذرا من الإجازات الالكترونية.
وأوضح أن النقابة تسعى لحل مشاكل القراء وتعديل قانون النقابة لمنح ترخيص مزاولة مهنة لمن ينتمون لدولة التلاوة المصرية، وإلى نص الحوار.
> حدثنا عن حياتك ورحلتك مع القرآن؟
>> ولدت عام 1946 بقرية بمم محافظة المنوفية، وكان والدى -رحمة الله عليه- يحرص على الاستفادة من علوم القرآن والقراءات، فذهبت إلى مدينة طنطا، وكانت تشتهر فى هذه المرحلة بعلم القراءات والقرآن الكريم، ومن بعدها تتلمذت على يد الكثير من المشايخ، والعلماء فى فن قراءة القرآن وتجويده، ودراسة القراءات السبع فى سن السادسة عشرة، ومن بعدها عدت إلى القرية وقضيت بها فترة قصيرة، وذهبت إلى محافظة الإسكندرية، وفى هذا التوقيت تم افتتاح معهد القراءات بمدينة دمنهور والتحقت بهذا المعهد، ودرست به ثمانى سنوات، حصلت من خلاله على شهادة تخصص القراءات، وكانت فى علوم القراءات والقرآن وبها مميزات كبيرة، ومن بعدها تم افتتاح قسم بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة جامعة الأزهر، حيث يقبل الحاصلين على تخصص القراءات، فالتحقت به، وفى هذه الأثناء كنت أمارس مهنة القراءة، وانتشر فى إحياء الليالى والحفلات والمناسبات الدينية، كما حصلت على تخصص القراءات من خلال ترشيح أحد وكلاء وزارة الأوقاف بعد الإعجاب بصوتى بقراءة القرآن، ومن بعدها تم تعييني لقراءة السورة بمسجد النبى دانيال بالإسكندرية، وفى هذا التوقيت تم اختيارى من قبل وزارة الأوقاف بزيارة بعض الدول العربية والإسلامية، منها الإمارات والأردن وسوريا، وكذلك أمريكا والبرازيل وأستراليا وكولومبيا لقراءة القرآن الكريم.
دولة التلاوة
> كيف ترى دولة التلاوة في مصر؟
>> دولة التلاوة المصرية للقرآن، لا تزال بخير، فهى التى علَّمت الدنيا كلها فنون التلاوة الصحيحة، من خلال قرائها العظام، خاصة الرعيل الأول منهم، وتتوقف المعايير التى يتم على أساسها اختيار القراء، على خلفية القارئ للحفظ والأداء، ولكن هذه الأيام تمر مدرسة التلاوة المصرية ببعض المعوقات، منها بعض قراء القرآن من الشباب لا يقبلون على حفظ القرآن بالشكل الصحيح، وإنما يلجأ البعض منهم لحفظ بعض الأجزاء من القرآن، وترديدها فى المناسبات والأعياد الدينية دون أى اتباع للقواعد والضوابط القرآنية فى التلاوة، ومن العيوب التى تحاصر البعض منهم فى هذا الشأن، عدم الإصرار فى البحث عن العلماء والمشايخ فى التوجيه لتعلم وتلاوة القرآن بالطريقة الصحيحة، وهذا لا يليق بمكانة مصر، لأن الوطن رائد بين شعوب الدول بتلاوة وتحفيظ القرآن.
ضبط التلاوة
> كيف يتم ضبط تلاوة القرآن في مصر؟
>> ضبط إيقاع القراء غير الملتزمين دور تقوم به النقابة أول بأول، ويجرى على قدم وساق من خلال تفعيل دور النقابة، وذلك يتم عن طريق استدعاء القارئ غير الملتزم إلى مقر نقابة القراء وإسداء النصح والتوجيه له ليلتزم بالأداء الصحيح والجيد للقرآن الكريم، وأذكر فى هذا الصدد أنه تم استدعاء ما يقرب من ٢٠ شخصا غير ملتزمين، من خلال توجيه لهم الإنذارات فى البداية، وفى حالة الاستمرار فى عدم الالتزام، يتم إحالتهم للشئون القانونية بالنقابة، لاتخاذ ما يلزم تجاههم على الفور، ووقفه عن ممارسة قراءة القرآن بطريقة غير صحيحة.
دور النقابة
> هل ترى أن النقابة حافظت على دولة التلاوة؟
>> نقابة محفظى وقراء القرآن، هى المنوط بها المحافظة على التراث الإسلامى فى أحكام تلاوة القرآن، وكفل لها القانون إبلاغ الجهات المختصة بمخالفة أحكام التلاوة، فهي نقابة مهنية أسست بالقانون رقم 93 لسنة 1983م بقرار من رئيس الجمهورية، وتضم فى عضويتها جميع محفظى وقراء القرآن الكريم فى جمهورية مصر العربية، الذين تتوافر فيهم الشروط الواردة فى قانون إنشاء النقابة، ومن دور النقابة التسهيل من مهام حصول القارئ على الترخيص اللازم لممارسة تلاوة القرآن والاشتراك فى المسابقات القرآنية، وذلك بعد الانتهاء من اجتياز الاختبارات المقرر له والمنصوص عليها بالنقابة، ومن بعدها يتم دفع الاشتراكات الخاصة بالنقابة.
لقب قارئ
> ماذا عن أزمة عدم إدراج لقب قارئ في البطاقة الشخصية؟
>> تلك الأزمة تغلبناعليها ونشكر وزارة الداخلية التي ساعدت في الخروج من أزمة عدم إدراج صفة ولقب قارئ أو محفظ قرآن في البطاقات الشخصية للقراء، منذ انشاء النقابة كنا لانعرف نستخرج بطاقة لمحفظ قرآن أو قارئ والسجلات المدنية تقول إن هذه الألقاب غير مدرجة وسعينا ووقفت معنا وزارة الداخلية لحل هذه المشكلة وتم ادراج لقب قارئ ومحفظ قران خلال أسبوع واحد فقط من إبلاغ وزارة الداخلية.
عدد القراء
> هل النقابة لديها حصر بعدد القراء في مصر؟
>>نعم لدينا قاعدة بيانات بعدد القراء في النقابة ويصل إلى 8 آلاف قارئ ومشيخة المقارئ المصرية تمثل وزارة الأوقاف في المسابقات الدولية والتحكيم في الداخل والخارج، ويكون أيضا لمشيخة المقارئ تمثيل في لجنة الإذاعة أثناء اختبارات القراء نقابة القراء تقوم على خدمة القراء والحفاظ على كتاب الله من التلاعب، وتوقف من لا يلتزم بآداب التلاوة.
خدمات النقابة
> ماذا تقدم النقابة للقراء والمتقاعدين على المعاشات ؟
>> نقابة القراء تسعى جاهدة لحل مشاكل القراء، و شهدت تطورات مهمة في الفترة الماضية حيث أصبح لها مقر دائم بموظفين ومستشار قانوني ومحاسبين، بعد أن كانت بدون مقر عندما تسلمتها وكنا نستأجر مقر قانون جديد وكل سنة يزيد إيجاره ومؤخرا عقدنا اجتماعا مع الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف في مقر الوزارة، وسألني عن حجم الدعم الذي يصل للقراء في السنة، قلت له 400 ألف، فقال لي ستكون مليون جنيه سنويا، فكانت نقلة كبيرة للنقابة، كما أن معاشات القراء ستشهد زيادة كبيرة مع بداية العام الجديد، كان يتم صرف 260 جنيها كل 6 شهور وأخر مرة تم صرف 450 جنيها في 6 شهور، بينما في شهر يناير المقبل سيتم صرف 500 كل 3 شهور، مشيرا إلى أنه سيتم أيضا زيادة المعاشات للأرامل، وفي حالة الأرملة إذا كان معها قصر ستصرف نفس المعاش والخير سيعم على الجميع، فالنقابة تعمل على دفع المعاشات للقراء المتقاعدين، وتوفير كل الخدمات والرعاية الصحية والاجتماعية المناسبة لهم، ويبلغ عدد أعضاء النقابة من القراء والمحفظين نحو عشرة آلاف عضو، وحاليا يتقاضى معاش النقابة نحو 600 عضو من الأحياء و300 من الأرامل زوجات وأولاد الأعضاء الذين انتقلوا إلى رحمة الله.
النقابة تقدم خدماتها الاجتماعية والصحية على قدر استطاعتها المالية، ومجلس الإدارة الحالى لم يخصص له مقر يزاول منه مهامه بعد أن غادرنا مقرنا الذى كنا نباشر منه أعمالنا فى حدائق القبة غدرا وظلما وظللنا ننتقل من مكان إلى آخر فترة طويلة، إلى أن استطاع المجلس شراء مقر دائم له فى حى السيدة زينب، رضى الله عنها، بالقاهرة، ومن هذا المكان الآن تباشر النقابة أعمالها وتعقد اجتماعاتها الشهرية، كما تنعقد اللجان المتخصصة لمباشرة أعمالها التى حددها لها القانون، وأجريت الانتخابات الأخيرة لمجلس الإدارة والنقيب من هذا المكان وشُكل المجلس ولجانه والحمد لله يباشر أعماله لخدمة أهل القرآن.
فوضى الإجازات
> نرى بعض المواقع الالكترونية والمشايخ يعطون إجازة لقراءة القرآن الكريم، فهل هناك ضوابط لذلك؟
>> للأسف انتشرت بعض الإجازات غير الصحيحة خلال هذه الأيام دون علم، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالجلوس أمام معلم لتعليم القرآن ومخارج الحروف الصحيحة شفاهة أمر ضرورى جد، كما أن الاجازة تمنح للطالب بعد قراءة القرآن الكريم كاملا أمام من يجيز الطالب حتى يتبين مدى إتقانه ومعرفة إتقانه ومعرفة أحكامه ومن ثم يمكن منحه إجازة وبالتالى من الممكن له هو الآخر أن يجيز.
المبالغة في الأجور
> البعض من القراء يبالغون في أجورهم، فهل هناك ضوابط من النقابة في هذا الشأن؟
>> نقابة القراء مثل بقية النقابات لا تستطيع تحديد أجر القارئ، فهناك عرض وطلب بين القارئ والجمهور، والذى يشجع على ذلك هو الجمهور، ولا بد للجمهور أن تكون له وقفة، لأن البذخ فى هذا الأمر يضر ولا ينفع، ولابد أن يكون هناك ضوابط لمن زاد على الحد.
ألقاب وهمية
> البعض يطلق على نفسه ملك التلاوة، أو كروان التلاوة، أو غيرها من الألقاب فما رأيك في ذلك؟
>> في رأيي أن تلك الألقاب يطلقها الأشخاص أنفسهم لتمييز أأنفسهم عن غيرهم من القراء أو احيانا تكون من الجمهور ولكن ليس لها أصل، وأحسن لقب هو خادم القرآن الكريم ولى الشرف أن تكتب لوحة أمام بيتى خادم القرآن الكريم، أما ما نسمع عنه من ألقاب فهذا يدل على عدم التمكن، وأرجو أن نكون فى الدنيا والآخرة من أهل القرآن، فحفظ القرآن شرف ليس بعده شرف، ودائما أقول من أوتى القرآن فكأنما أوتى النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه ومن أوتى القرآن وظن أنه فقير فقد حقّر ما عظم الله فماذا بعد ذلك؟