البحيرة – محمد لملوم:
قرية عبدالمجيد سليم، التابعة لمركز ومدينة حوش عيسى، وتشتهر بقرية “الشعراوى” نسبة إلى إمام الدعاة، ولها نصيب وافر من علوم الدين وحفظ كتاب الله، حباها الله بحفظة كتابه الكريم، تشارك فى كل المسابقات والمحافل الدولية والمحلية لحفظ كتاب الله بأبنائها، فلم تنظم مسابقة لحفظة القرآن إلا وبها بعض أبناء تلك القرية، ويحصدون المراكز الأولى بها سنوياً، أهلها بذلوا وسخروا جهودهم لحفظ كتاب الله فشرّفهم الله بان يكونوا “أهل الله وخاصته”.
هنا إقبال على التعليم الأزهرى رغم وجود مدارس للتعليم العام ووجود مدرسة يابانية متطورة بأحدث التطورات العصرية التكنولوجية الحديثة، تحتضن مدرسة قرآنية تحت إشراف كامل من مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف، هذا الصرح القرآنى الضخم، فهذا المبنى قبل تشييده كان عباره عن مبنى قديم متهالك مكون من عدة غرف تبرع بها مالكها لتكون كتاب لأهل القرية والقرى المجاورة، وكانت أمام تلك الغرف ساحة كبيرة تبرع بها مالك الكتاب منذ عقود، وتطوع محفظو كتاب الله للعمل بهذا الكتّاب، فكان عبارة عن مكتب صغير لتحفيظ القرآن، وعندما صاع صيت القرية بحفظة كتاب الله وأصبحت تحصد مراكز أولى بجميع المسابقات والمحافل الدولية والمحلية، وقام رجل الأعمال السعودي على بن صغير لعروى بزيارة القرية بصفة دورية لتكريم حفظة القرآن، وعندما زار المبنى القديم الذى يتخرج منه هؤلاء المتفوقون، أصابته حالة من الحزن وكأن لسان حاله يقول: كيف نساعد هؤلاء الأطفال وتحفيزهم رغم إنعدام الإمكانيات وعدم وجود مكان مهيأ إنسانياً لهم، وعلى الفور أعلن تبرعه بإنشاء ذلك الصرح الضخم على نفقته الخاصه وتكفله برواتب جميع العاملين والقائمين عليه ورعايته رعاية كاملة، ليصبح بمثابة إعجاز وحلم يتحقق لأهل هذه القرية.
البنيان على مساحة ٨٢٠ متر ويسع لإستقبال ١٢٠٠ طالب وطالبة، مكون من ثلاثة طوابق مجهزة بشكل كامل وبوابة حديدية كبيرة الحجم يعتليها رسم هندسى على هيئة مصحف بجانبه علم مصر وعلم السعودية.
قال لعروى، لـ”عقيدتى”: هذا العمل خالص لوجه الله ولا يبتغى منه إلا رضاء وجه الله، وسوف أعمل جاهداً على دعم هذا الصرح القرآنى بكافة الإمكانيات الحديثة من أجل تحفيز حفظة كتاب الله، ولو تطلب الأمر لتوسعته سأقوم ببناء صرح آخر بجواره إذا زاد عدد الطلاب، وقررت تنظيم مسابقة سنوية بين طلاب المجمع القرآني ومنح الفائز الأول بها رحلة عمرة، ومنح الفائزين بالمسابقات الدولية من أبناء المدرسة أو القرية رحلات عمرة.
قال عبدالهادى رشوان- رئيس مدينة حوش عيسى-: بدورى كمسئول تنفيذى، وجهت بتقديم كافة الدعم من المسئولين لتيسير إجراءات التراخيص بالمبنى ،وجاء للمشاركة فى إفتتاح هذا الصرح ،بتكليف من اللواء هشام أمنه- محافظ البحيرة- لتقديم الشكر لكل من ساهم وساعد فى بناء هذا الصرح القرآنى ،ولو طلبوا منى التبرع بمنزلى الذى أسكن فيه ما ترددت لحظة واحدة.
قال د. عبدالكريم صالح- رئيس لجنة مراجعة المصحف-: أنتم فخر لمصر فكل عام يأتى الأول والثانى فى المسابقة الدولية من هذه القرية او القرى المجاورة التى تعلم القرآن.
قال الشيخ فرج سمك- مدير عام شئون القرآن الكريم بمديرية أوقاف البحيرة-: نحن نفخر بهذا الصرح وأبناء هذه القرية، ونفخر بهم عندما نستمع إليهم ونشاهدهم فى المسابقات الدولية.
قال أحمد الشريف- عضو مجلس النواب-: هذه القرية لها من إسمها أوفر الحظ والنصيب، والشكر للأزهر ووزارة الأوقاف، لما يقدموه من إهتمام ودعم وتحفيز لحفظة كتاب الله.
قال الشيخ مسعود حربى- مدير عام شئون القرآن الكريم بالإدارة المركزية لمنطقة البحيرة الأزهرية-: هذا الصرح من أفضل الأعمال الخيرية، ويعد صدقة جارية على روح كل من ساهم وساعد وسعى فى بنائه بعد وفاته”.
قال المهندس محمد محمد مطاوع- المراقب العام بهيئة إستصلاح الأراضى-: قدمتم نماذج شرفت مصر كلها فى حفظ كتاب الله، وبدورى كمسئول تنفيذى للمنطقة ،أعلن تقديم كافة سبل الدعم لهذا الصرح وحفظة كتاب الله.
قال الشيخ محمد أحمد أبوالعمايم- أحد محفظى القرآن-: المجمع يخضع لإشراف مباشر من هيئة تدريس من كلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر بطنطا، ومدير عام شؤون القرآن بأوقاف البحيرة الشيخ فرج سمك، ومدير إدارة اوقاف حوش عيسى ثان الشيخ جمعة عبدالسلام عكاشة.
قال الحاج عبدالهادى الشربينى: القرآن أساس الخير في قريتنا، وسبب نهضتها ونذكر منهم الغائب الحاضر الشيخ عوض منصور، وكذلك الشيخ خميس السعيد جابر، والحاج على ياسين ،رجل الأعمال المتبرع بالأرض التى أقيم عليها هذا الصرح القرآنى، ويقوم بالتحفيظ نخبة من المحفظين الذين حفظوا نجوما عالميين مثل الطالبة “رميساء” 13 عامًا، وهي أول بنات القرية من أوائل العالم في المسابقة العالمية للقرآن التي نظمتها وزارة الأوقاف، وكرمها الرئيس السيسي، وكذلك الطالب مصطفى السيد نصر.