تحقيق : مروة غانم
يتم تداول عدد من الأحاديث التى تنسب الى النبى صلى الله عليه وسلم تتعلق بليلة النصف من شعبان لكن ليس كلها صحيحة وواردة عن رسول الله, فبعضها ضعيف والبعض الأخر منكر ودخيل.
ويعد حديث نسخ الأجال وقبض الأرواح من أشهر الأحاديث المتعلقة بليلة النصف من شعبان والتى جاء فيها :” أن الله عزوجل يوحى الى ملك الموت ليلة النصف من شعبان بقبض كل نفس يريد قبضها فى تلك السنة “
ويوجد حديث أخر بنفس المعنى وهو أنه فى ليلة النصف من شعبان تتساقط من الشجرة أوراق الذين سوف تنتهى أجالهم قبل شعبان القادم وحديث ثالث أنه فى ليلة النصف من شعبان تطوى الصحف وتفتح صحف أخرى باعتبار انتهاء السنة وبداية سنة جديدة لذا قمنا بعرض هذه الأحاديث والتى يتناقلها الناس فيما بينهم على الجروبات والمواقع المختلفة لتوضيح مدى صحتها وضعفها وان كانت واردة عن رسول الله أم أنها دخيلة وغير صحيحة حيث أكدت الدكتورة سمية عبد العزيز أستاذ مساعد الحديث بجامعة الأزهر أن هذه الأحاديث كلها ضعيفة ’ بل ان بعضها منكر وشديد الضعف ولم يرد أبدا نص صحيح أو حسن فى كتب الحديث الموثوق بها أن الآجال تنسخ فى شعبان , بل نجد أن هذا قد يكون فى ليلة القدر لقوله تعالى :” فيها يفرق كل أمر حكيم ” حيث قال العلماء أنه فى ليلة القدر يفصل من اللوح المحفوظ الى الكتبة أمر السنة من الآجال والأرزاق وما يكون فى السنة كلها , أما نسب هذه الأمور الى ليلة النصف من شعبان فهذا افتراء وكذب .
ولفتت الى أنه لم يرد عن النبى صلى اللهى عليه وسلم قوله ( اذا كانت ليلة النصف من شعبان فصوموا يومها وقوموا ليلها ) فهذا حديث موضوع , كما أنه لم ترد أى أحاديث بتخصيصها بصلاة معينة أو دعاء معين كما نرى على السوشيال ميديا من ينشر حديث معين ويدعى أنه دعاء ليلة النصف من شعبان فهذا لم يرد عن النبى صلى الله عليه وسلم ,أما ما ورد فى فضلها فحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :” إن الله ليطلع فى ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن” . موضحة أن لشهر شعبان مكانة ومنزلة كبيرة فهو الشهر الذى ترفع فيه الأعمال الى الله عزوجل لذا كان يحرص النبى صلى الله عليه وسلم على كثرة صيام أيامه فقد ورد عن أسامة بن زيد رضى الله عنه قوله : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان , فقال : ” ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه , بين رجب ورمضان , وهو شهر ترفع فيه الأعمال الى رب العالمين وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم ” والعبادة وقت الغفلة لها أجر كبير لقوله صلى الله عليه وسلم :” العبادة فى الهرج كالهجرة إلي “.