مازالت دولة التلاوة في مصر، تُخرّج كل يوم موهبة جديدة في حفظ وتلاوة القرآن الكريم، فبالرغم من صغر سنه الذي لا يتجاوز 14 عاماً، استطاع “الشيخ الصغير” الطفل أحمد حماده رسلان، من قرية “المحارزة” بمحافظة قنا، أن يحفظ القرآن الكريم كاملاً ويرتله بصوت عذب وحنجرة ذهبية ويشدو بالابتهالات الدينية ويؤم المصلين.
رحلته مع القرآن
وحول رحلته مع القرآن الكريم يروي أحمد الطالب بالصف الثالث الإعدادى معهد بنين المحارزة الأزهري والذي لقب بـ”الشيخ الصغير” قصته لـ”عقيدتي” قائلاً: “بدأت موهبتي فى الظهور عندما كنت فى الخامسة من عمري، حيث اكتشفني والدي وأخي عندما كنت أقرأ بعض آيات القرآن الكريم في البيت”.
وتابع: “عندما لاحظت أسرتي موهبتي وجمال صوتي في قراءة القرآن؛ أرسلتني لحفظ القرآن في كُتاب القرية عند الشيخ مصطفى محمد علي، لكني لم أُتم ختم القرآن كاملاً عنده حيث توجهت لقرية “الشمرات” المجاورة وأتممت حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبدالرحمن إسماعيل وتعلمت الأحكام والتجويد وحفظ المتون”.
وبعد مرور 10 أعوام زاد تعلق الطفل أحمد بالقرآن الكريم وأهله مما مكنه أكثر من القراءة بإتقان وتمكن، حيث تعلم تجويد القرآن الكريم بعد مرور هذه الفتره من الزمن.
وحاز الطفل أحمد على شهرة واسعة بين أهل قريته وفي محافظة قنا أيضاً، وأصبح حديث الناس لعذوبة صوته أثناء التلاوة وتمكنه من الحفظ مما جعله يؤم المُصلين في صلاة التراويح خلال شهر رمضان.
ويحفظ “أحمد” القرآن الكريم كاملاً برواية حفص عن عاصم، وتأثر جداً بالراحل الشيخ محمد صديق المنشاوي، حتى أنه عندما يقلده لا تستطيع أن تفرق بينهما، كما أن قدوته ومثله الأعلى فى الابتهالات والأناشيد الدينية الشيخ طه الفشني من القدامى، ومن المُبتهلين الجُدد الشيخ حسام الأجاوي.
يلقى الطفل أحمد معاملة واهتمام خاص فى مدرسته، ويشارك في المسابقات الدينية وحفظ وتلاوة القرآن، وتم تكريمه من المدرسة والإدارة التعليمية بالمحافظة.
واختتم “الشيخ الصغير” حديثه لـ”عقيدتي” قائلاً: أتمنى أن أصبح قارئاً إذاعياً مشهوراً ومعروفاً لدى الجميع، أصدح بالقرآن الكريم فى كل أرجاء المعمورة، وأعطي مثلاً ونموذجاً مشرفاً لأهل القرآن الذين يعملون بالقرآن الكريم ويراعون أحكامه وأمانته، مضيفاً: “بإذن الله تعالى سأكمل مشوار القراءة والابتهالات ما أحياني الله تعالى، وأتمنى أن ألتحق بالدراسة في كلية القرآن الكريم بطنطا”.
ومن جانبه قال الشيخ عبدالرحمن إسماعيل، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، ومحفظ للقرآن الكريم، إن «أحمد» يتميز بصوت جميل وحنجرة ذهبية وأداء راقي وأدب وأخلاق عالية، ونظراً لعذوبة صوته نصحته بالاهتمام بالابتهالات الدينية بجانب تلاوة القرآن الكريم، وعرفته على كثير من القراء والمبتهلين كالشيخ حسام الأجاوي.
ولفت الشيخ عبدالرحمن إلى أنه بدأ تحفيظ أحمد القرآن الكريم منذ عام، مع تعليم التجويد والمتون والتفسير، حيث خصص له ربع جزء ورد يومياً، حتى أصبح حالياً يُسمع 3 أجزاء من القرآن الكريم يومياً، وذلك بعد أن ختم القرآن الكريم كاملاً.
ونوه إلى أن الطفل أحمد ورث حبه وتعلقه بالقرآن الكريم من عمه الشيخ محمد عبدالحميد من الدعاة والعلماء الكبار في مصر، حيث سلك نفس المنهج والطريق، مشيراً إلى أنه ختم القرآن الكريم حفظاً ويدرس حالياً تجويد القرآن والمتون وسيبدأ في تعلم القراءات السبع أولاً ثم العشر.
وتوقع الشيخ عبدالرحمن لـ”الشيخ الصغير” شأن عظيم وسط القراء الكبار في تلاوة وترتيل القرآن الكريم، والابتهالات والأناشيد الدينية، خاصة بعد صقل موهبته بالتعليم على أيد المُحفظين والمجودين، لافتاً إلى أنه يصطحبه معه في بعض المناسبات والسهرات والندوات؛ لقراءة القرآن أو إلقاء بعض الابتهالات الدينية، حيث بدأت شهرة أحمد تزيد في صعيد مصر.