سيناء الحبيبة.. هذه البقعة المباركة من أرض مصر الغالية حظيت بالتكريم الإلهى العظيم من فوق سبع سماوات.. هذا التكريم لم تحظ به بقعة أخرى، ويكفيها شرفاً وعزاً أن القرآن الكريم خلد اسمها وذكرها بالأسم فى أكثر من موضع، وعلى ترابها عاش عدد غير قليل من الانبياء والمرسلين من سيدنا إبراهيم عليه السلام مروراً بموسى وعيسى وهارون وشعيب ويوسف وأيوب عليهم السلام.. وكذا عدد كبير من الصالحين والأولياء الاطهار.
ومما لاشك فيه أن ذكر الله لسيناء فى القرآن الكريم فيه تعظيم وتشريف لها ومما يزيدها تشريفاً أكثر أن كلم الله سيدنا موسى عليه السلام على هذه الارض ووصفها المولى سبحانه وتعالى بالبقعة المباركة مما جعل لسيناء مكانة عظيمة فى الاسلام.
وسيناء ورد ذكرها فى القرآن صراحة مرتين، مرة فى سورة المؤمنون: «وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين».. ومرة فى سورة التين «والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلدالأمين» وفى هذه الايات امتنان ببعض ما أنعم الله به وتفضل على العباد من أرض خصبة ينبت فيها الزروع والثمار وتجلب لهم الرزق طوال العام وهذا ما يميز أرض سيناء عن غيرها.
ومن يتأمل وقائع التاريخ سيجد أن سيناء ليست أرض الرسالات والنبوات والديانات فقط.. بل هى بقعة مقدسة اختارها الله تعالى ليتجلى عليها وهى أيضاً أرض البطولات والتضحيات التى امتزج برمالها دماء الشهداء حتى صارت خالية تماماً من رجس الارهاب الاسود وأفعال الارهابيين بعزيمة وإصرار جنودنا البواسل.
وأصبحت الآن بإذن الله وبقوة واستبسال جنودها وبإرادة قوية من قيادتها أرضاً طاهرة صالحة تماماً لعمليات التنمية الشاملة التى تعود على مصرنا كلها بكل خير.
وها هى الأن تشهد على يد القائد عبدالفتاح السيسى أكبر عملية تنمية فى تاريخها بعد انتصارها على الارهاب الاسود وتطهيرها تماماً من هذا الدنس الذى استشرى فيها سنوات.
إن الجهود التى تبذل الآن على أرض سيناء الحبيبة تعد بمثابة العبور الجديد لسيناء كما ذكر السيد رئيس الوزراء بالأمس وهو يشرح محاور التنمية هناك منذ عام ٤١٠٢ إلى الآن وهذا العبور الجديد الذى تقوم به الدولة يأتى بغرض تحقيق التنمية الشاملة فى هذه الارض الطيبة لما تحظى به من مكانة عظيمة فى قلب المصريين حيث مفتاحاً لموقع مصر المتميز فى قلب العالم، كما أنها البقعة الوحيدة على الكرة الارضية التى تجلى عليها سبحانه وتعالى فى منطقة «الطور المقدسة» وهذا ما يشكل انطباع المصريين عن سيناء.
وقد بلغ حجم الاستثمارات المنفذة والجارى تنفيذها الآن فى سيناء ٠١٦ مليارات جنيه انفقتها الدولة ولاتزال تنفق حتى اليوم على التنمية المتكاملة.. وهذا الانفاق التنموى فيه دلالة كبيرة تعكس الارادة المصرية القوية على تحدى الواقع واصرار وعزيمة على وأد المخططات الارهابية التى كانت تحيط بهذا المكان فى أعقاب أحداث ٥٢ يناير ١١٠٢ إن ما قامت وتقوم به الدولة من تنفيذها للمشروعات التنموية فى سيناء ما هو إلا تجسيد للوعى الوطنى على كافة المستويات بضرورة وأهمية الحفاظ على الأمن القومى المصرى فى هذه المنطقة الغالية على قلب كل مصرى, ولولا هذا الوعى ما كان هذا الذى تحقق على أرض سيناء الحبيبة فى ظل هذه الظروف العصيبة التى فرضتها الازمات العالمية لكنها الارادة القوية من قائد امتلك الرؤية والارادة والتحدى وآمن يقيناً بنصر الله له سبحانه وتعالى.
>>>
وختاماً :
قال تعالى
«فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى * إِنِّى أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى»
صدق الله العظيم – سورة طه الايتان «١١-١٢»