خلقَ اللهُ الإنسانَ وميزَه بالعقل والبيان، وسخر له الكون من حوله بموارده وإمكاناته، ورغم كل ذلك فإنه عز وجل يجعل له اجر حركته في الحياة وحسن استثماره لهذه الموارد واستخدامها في عمارة الأرض.
ومن أهم تلك الموارد “الماء” ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾، يعلم الإنسان قيمة الماء ويعلم أنه لا يستطيع الاستغناء عنه ولكن قد تُنسيه الوفرة وجوب الحفاظ على هذه النعمة وإتخاذ التدابير لترشيد إستخدامها.
ويأتي هذا الترشيد على عدة محاور: أولها محور التوعية بأهمية الماء وثبات حصة مصر منه وخطورة الإسراف فيه وخطر ذلك على الأجيال القادمة.
ويقوم الجميع بهذا الدور كلٌ في دائرته، فضلا عن الدور التوعوي لجميع وسائل الإعلام وأولاء عناية خاصة لإرشاد الأطفال، وباستمرار ذلك يصبح ترشيد الاستهلاك ثقافة مجتمع.
وأما المحور الثاني، فهو سلوكيات الإنسان نفسه بأن يتعود عادات قويمة مثل الصيانة الدائمة للمواسير والصنابير وعدم فتح الصنبور إلا عند الحاجة فقط وليس طوال فترة الحلاقة أو غسيل الاسنان، كذلك استخدام النقع بدلاً من الماء الجاري في الغسيل أو إذابة المثلجات.
أما عن ري الحدائق الخاصة فيكون في الصباح الباكر أو عند الغروب، حتى لا يتبخر الماء فنحتاج إلى تكرار الري.
ويبقى المحور الثالث وهو عبارة عن نشر ثقافة إعادة الاستخدام، فيمكن استخدام مياه التكييف في غسيل السيارات أو الري، وكذلك حصد ماء الأمطار وإعادة استخدامها في أغراض التنظيف، فالإسراف عادة مذمومة نفَّر القرآن منها المؤمن “إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ”.
وتعمل الدولة على زيادة مواردها المائية بتحلية ماء البحر ومعالجة مياه الصرف الصحي وغيرها، وكذلك حِرص الإنسان على ترشيد الاستهلاك بمثابة مساهمة في هذا التطوير وتلك النهضة.