(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
ها هو قد انفرط رمضان وانتهى، فهنيئا لمن صامه إيمانا واحتسابا فغُفِر له ما تقدم من ذنبه، هنيئا لمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا فغُفِر له ما تقدم من ذنبه، هنيئا لمن تقرب فيه إلى الله بالطاعات وابتعد عن الذنوب والمنكرات.
ومنذ أيام استقبلنا عيد الفطر ومن بعده يأتي عيد الأضحى، يوم عيدِنا، يومُ فرحنا وسرورنا؛ فقد شرع الله –تعالى- للمسلمين عيدين في كل عام: عيد الفطر، وعيد الأضحى؛ فعن أنس رضي الله عنه، قال: قدِم النبي ﷺ المدينة ولهم يومانِ يلعبون فيهما، فقال: «قد أبدَلكم اللهُ تعالى بهما خيرًا منهما؛ يومَ الفطرِ والأضحى»
لذا ينبغي أن نعلم: أنه ليس العيد لمن لبس الجديد، ولكن العيد لمن خاف الوعيد. العيد أن تعود إلى الله بالطاعة، فكما كنت في رمضان فكن كذلك بعد رمضان، وصم ستا من شوال؛ حث على ذلك النبي العدنان ﷺ ، فقال «من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال، فذاك صيام الدهر»
العيد ألا تنسى إخوانك ممن يمر بهمُ العيدُ وهم في بؤسٍ شديد، حالهم لا تسر الصديقَ، قلوبهُم مفجوعةٌ، ونفوسهُم مكروبَةٌ، وصدورهُم مقبوضة؛ من قلة ذات اليد.
العيد هو يوم الجائزة؛ (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)، يكافيء الله عباده الصائمين؛ جزاء امتثالهم لأمر رب العالمين؛ فهو يوم عظيم جليل، جعله الله -تعالى- فرحة لأمة الإسلام، يستبشرونِ بها بعد طول صيام وقيام، وبذل وإحسان، فَأَدْخل عليهم بفضله السرور، وبشرهم بالنعيمِ والأجور.
في يوم العيد مجموعة من الآداب ينبغي علينا أن نفعلها:
فمن آداب العيد:
1- الغسل والتطيب والاستياك ولبس الرجال أحسن الثياب؛ إظهارا لنعمة الله وشكره عليها؛ فقد صح عن سعيد بن جبير أنه قال: (سنة العيد ثلاث: المشي، والاغتسال، والأكل قبل الخروج).
2- أن نأكل في عيد الفطر قبل الصلاة، ويستحب أن نأكل تمرات وترا؛ لحديث أنس: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات».
3- أن نذهب إلى صلاة العيد مشيا وأن نرجع مشيا إذا استطعنا ذلك؛ لما فيه من إظهار شعار الإسلام في الطرقات، ويستحب أن نرجع من غير الطريق الذي ذهبنا منه؛ للحديث: كَانَ النبِي ﷺ (إذا كان يوم عيد خالف الطريق)
4- التكبير يوم العيد، من حين الخروج من البيت إلى الوصول إلى المصلى.
5- أن يلتزم كل مسلم بإظهار مظاهر الفرحة والسعادة عليه وعلى أسرته والخروج من أجل زيارة الأهل والأقارب والأصدقاء، وصلة الأرحام.
وفي الأخير، ننبه ونقول: إذا كان خروج النساء جائزا لصلاة العيد، إلا أنه ينبغي أن يأخذن الحيطة والحذر من اختلاطهن بالرجال، كما يحدث في كل عام في بعض ساحات العيد؛ لأن في ذلك من الفتن والخطر العظيم ما لا يخفى على أحد.