د. عبد الفتاح الشيخ: الله يتعبدنا بالعمل الصالح في عمارة الكون.. كما يتعبدنا بالصلاة
د. عمروالكمًار: تعاليم الإسلام ترسخ فى النفوس حب العمل وزيادة الإنتاج
د. صبرى الغياتي: حين نتقن فن صناعة الإنسان .. نستطيع بناء الأوطان
أدار الندوة: إبراهيم نصر
تابعها: محمد الساعاتى
تصوير: عمر الدسوقى
أكد العلماء المشاركون فى ندوة الأوقاف و”عقيدتى” بالوادى الجديد أن التنمية الشاملة هي العبور الحقيقي الذي تحتاجه الأمة اليوم، وهى كذلك بوابة العبور إلى المستقبل، ومن هذا المنطلق على المسلم أن يتقن عمله ، مشيرين إلى أن تعاليم الإسلام الحنيف ترسخ فى النفوس حب العمل وزيادة الإنتاج، وأن التنمية الحقيقية تحتاج إلى أن يصبح أبناء الوطن يدا واحدة تحت مظلة الولاء للوطن، وذلك لن يكون إلا بالتكاتف والتآلف حتى نعيش جميعا إخوة متحابين تحت هذه المظلة.
قال العلماء: إن الرضا بالفقر وترك السعى مع القدرة عليه .. يناقض الدين الحق ويتنافى مع تعاليم السماء، مؤكدين أن التنمية تبدأ أولاً فى العقول قبل أن تترجم على أرض الواقع، لذا لزم العناية بتنمية الإنسان ورعاية مواهبه حتى يبدع فى العمران والبناء.
أضافوا: إن التنمية الحقيقة قبل أن تكون على الأرض تكون في العقول، لذا أدركت وزارة الأوقاف ضرورة نشر الوعي الديني الداعي إلى العمران والبناء، وسد المنافذ أمام الفكر المتطرف الداعي إلى الهدم والتخريب، مشيرين إلى أن الإنسان خليفة الله في أرضه، ويجب عليه أن يقوم برسالته في إعمار الكون، فال تعالى: “هو انشأكم من الأرض واستعمركم فيها”.
أقيمت الندوة برعاية كريمة من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف فى المسجد الكبير بمدينة “موط” بمحافظة الوادى الجديد، تحت عنوان: “دعوة للتنمية” وشارك فيها من العلماء: الدكتورعبد الفتاح عبد القادر الشيخ مسؤول الاتصال الإعلامي بالمديريات، والدكتور عمرو محمد الكمّار عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة، والدكتورصبرى حلمى أبو غياتي عضو المركز الإعلامي بوزارة الأوقاف،وأفتتح الندوة فضيلة الشيخ منصور محمد حسين بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وسط حضور جمهور غفير من أبناء محافظة الوادى الجديد.
قدم الزميل إبراهيم نصر مدير تحرير عقيدتى الندوة بنبذة عن تاريخ إنشاء محافظة الوادى الجديد مؤكدا أن صاحب فكرة إنشائها هو الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وكان ذلك عام 1958 لإنشاء وادى مواز لوادى النيل يخترق الصحراء الغربية لتعميرها وزراعتها، وذهبت أول قافلة لإنشاء وتعمير محافظة الوادى الجديد يوم 3 أكتوبر 1959م، وتم اتخاذ هذا اليوم عيداً قومياً للمحافظة، وفى عام 1961م أنشئت المحافظة.
ثم أثنى على جهود الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في مجال الدعوة ورعايته للندوات التى تشارك فيها “عقيدتى” فى إطار الخطة الدعوية التي تنفذها الوزارة لنشر الفكر الوسطي المستنيرالمعتدل دون إفراط ولاتفريط، حيث تطوف القوافل الدعوية والطبية محافظات مصر كلها، من أقصاها الى أقصاها لتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الفكر المتطرف.
أضاف: ومشاركة منا لشعب محافظة الوادى الجديد بمناسبة العيد القومى، قرر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إقامة هذه الندوة بالمسجد الكبير بمركز موط بمدينة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، تحت عنوان ( دعوة للتنمية )، وذلك ضمن قافلة دعوية ضمت العديد من علماء وزارة الأوقاف الذين تفرقوا فى مساجد الخارجة والداخلة لإلقاء خطبة الجمعة، وإلقاء الدروس والمحاضرات، وفى الوقت نفسه صحبت القافلة الدعوية قافلة طبية بها عدد كبير من الأطباء فى مختلف التخصصات الذين قاموا ب<راء الكشف على آلاف المرضى وأجروا عشرات العمليات الجراحية العاجلة، وقاموا بتحويل عدد من الحالات إلى مستشفى الدعاة بالقاهرة التابع لوزارة الأوقاف لإجراء العمليات الجراحية اللازمة وتلقى العلاج على نفقة وزارة الأوقاف.
الماء والنماء
في كلمته بالندوة قال د. عبد الفتاح الشيخ : قد بين المولى عز وجل أنه خلق الخلق وسخر كل شئ لخدمة الإنسان، فالإنسان يخدمه كل ما فى الكون، وكل عمل صالح لابد أن يترجم واقعا على الأرض، والله تعالى لايريد أن يكون العبد فقيرا .. بل الإسلام يطلب منا أن نسعى على قدر الوسع والجهد، لذلك نجد أنه لاحدود للتملك فى الإسلام – إمتلك ماشئت، فالسعى والكسب لاينافى الدين والعبادة لله عزوجل، ونحن الآن فى الوادى الجديد،التى ربما يزيد عمر أحدنا عن عمر هذه المحافظة، ولكن إنشاء هذه المحافظة يؤكد لنا ضرورة السعى لزيادة رقعة العمران، وأنه إذا وجد الماء وجد النماء، المهم أنك حينما تعمل لابد أن تؤدى حق الله تعالى بالعمل بإخلاص.
أضاف د.عبد الفتاح: إن التنمية الحقيقة قبل أن تكون على الأرض تكون في العقول، لذا أدركت وزارة الأوقاف ضرورة نشر الوعي الديني الداعي إلى العمران والبناء، وسد المنافذ أمام الفكر المتطرف الداعي إلى الهدم والتخريب ، مشيرًا إلى الإنسان خليفة الله في أرضه ، ويجب عليه أن يقوم برسالته في إعمار الكون ، فال تعالى: “هو انشأكم من الأرض واستعمركم فيها”.
التعبد بالعمل
أوضح أن الله تبارك وتعالى تعبدنا بالعمل الصالح في عمارة الكون كما تعبدنا بالصلاة ، وأنه سبحانه لم يكلفنا فوق طاقتنا، فطلب منا السعي على قدر الوسع والجهد، فمن ترك السعي مع قدرته ورضي بالفقر والحاجة لا شك أنه على غير هدي الإسلام، فالله لا يرضى لعباده الفقر، وهذا ما نلمحه في قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: “إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس”، مشيرًا إلى أنه ليس هناك حد في الشرع للملكية والثراء مادام من حلال ويؤدي الحق الواجب فيه، مؤكدًا أن التنمية الشاملة هي المدخل الحقيقي للقضاء على التطرف والإرهاب والعبور إلى مستقبل مشرق، فلابد أن نعمرالحياة لأن الله تعالى جعل الإنسان خليفة الله فى أرضه.
دعوة للتنمية
وفى كلمته بالندوة أكد د.عمرو الكمّار على أن التنمية والعمل والإتقان والإنتاج كلها معانى نبيلة، جاء الإسلام لترسيخها والتأكيد عليها، فقد جاءت الدعوة الى التنمية فى كثير من النصوص الشرعية، ففى السعي لعمارة الكون من حكم خلق الله تعالى للبشرية، قال تعالى: “إني جاعل في الأرض خليفة”، فالله عزوجل أنشأ أبانا آدم فى الأرض، وأمرنا نحن ذرية بنى آدم أن نعمر هذه الأرض.
في سبيل الله
وأشار د. الكمار إلى أن السعي في تنمية وعمارة الأوطان هو سعي في سبيل الله، كما أشار فضيلته إلى أن الله -عز وجل- قد اختار لنبيه – صلى الله عليه وسلم – أفضل الأحوال، فنشأ في طفولته راعيًا للغنم، وفي شبابه تاجرًا، ولم يكن رسول الله في يوم عالة على أحد، مؤكداً أن النبي – صلى الله عليه وسلم – وجه السائل إلى العمل والإنتاج بدلا من أن يتكفف الناس، فقال له ما عندك؟ قالك قعب وحلس نلبس بعضه ونفرش بعضه، فقال – صلى الله عليه وسلم – ائتني بهما، ثم باعهما وأمر الرجل أن يذهب فيحتطب، فلما عاد وعليه أثر النعمة قال – صلى الله عليه وسلم -: “هذا خير من أن تسأل الناس منعوك أو أعطوك”، وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن العمل باب من أبوب تكفير الذنوب، قال – صلى الله عليه وسلم -: “من بات كالاً من عمل يده بات مغفورًا له”، والإسلام لما حس على العمل، لم يطلب أى عمل، إنما طلب العمل المتقن، قال صلى الله عليه وسلم : “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”.
فن صناعة الإنسان
وفى كلمته بالندوة قال د. صبري الغياتي: لابد أن نتقن فن صناعة الإنسان، فبذلك يمكننا بناء الأوطان، حيث أن التنمية الحقيقية تحتاج الى أن يصبح أبناء الوطن يدا واحدة، يعيشون تحت مظلة الولاء للوطن، مؤكدا أن التنمية تبدأ بصناعة الإنسان، فيجب أن نتقن فن صناعة الإنسان، فهو الباني للحضارة والتنمية، وبناء الإنسان لابد أن يؤسس على الأخلاق، مستدلاً بأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لما هاجر إلى المدينة أسس مجتمعًا قوامه الأخلاق، مشيرًا إلى أن الوحدة الوطنية أساس لكل تنمية حقيقية، وأن النبي – صلى الله عليه وسلم – وحد المجتمع المدني تحت مظلة وطن واحد، فأصلح ما كان بين الأوس والخزرج، وآخى بين المهاجرين والأنصار، وجمع في وثيقة المدينة بين المسلمين واليهود تحت مظلة وطن واحد، كل هذا لينطلق بالمدينة نحو تنمية شاملة لا تتم إلا بجبهة داخلية قوية متناسقة، وفي ختام كلمته أوضح فضيلته أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أحدث في المدينة تنمية زراعية وتجارية حيث أطلق أول قانون للتوسع في الزراعة فقال: “من أحيا أرضًا مواتًا فهي له”، وذلك البوار كان قد لحق بالكثير من أرض المدينة ، فحولها صلى الله عليه وسلم من البوار إلى التنمية والإنتاج ، فالتنمية الحقيقية تكون في العقول قبل أن تكون على الأرض ..التنمية الشاملة هي العبور الحقيقي لمستقبل مشرق ، ولن يتحقق ذلك إلا بالوحدة الوطنية التى هى أساس لكل تنمية حقيقية مما جعلها تحدث نهضة تجارية هائلة ، مثلما جعلت المدينة المنورة قوة اقتصادية مؤثرة في الجزيرة العربية على يد الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
“عقد قرآن أثناء الندوة”
فى واقعة هى الأولى التى تشهدها ندوات الأوقاف و”عقيدتى، طلب أحد أولياء الأمور ومعه مأذون مدينة موط بالداخلة الوادى الجديد من منصة الندوة أنه يريد عقد قران نجله عبد الله سعد جبالى على العروس شيماء السيد السمان، وبالفعل بعد نهاية الندوة، جلس والد العريس ووكيل العروس على منصة الندوة وتم عقد القران وسط فرحة غامرة من جميع الحضور والسادة العلماء الذين رددوا الدعاء خلف المأذون: ” بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما فى خير”.