الإنسان خليفة الله في الأرض.. لعمارة الكون
د. ماهر جبر: الشريعة الإسلامية جاءت برسالة إنسانية للعالم أجمع
د. محمد أبو بكر: التنشئة المستقيمة للأبناء.. مناعة ذاتية ضد أي مخاطر
الشيخ إسلام النواوى: الاختيار الصحيح للزوجة.. أول خطوة نحو الاستقرار الأسرى
أدار الندوة: إبراهيم نصر
تابعها: محمد الساعاتى
تصوير: أحمد الجميل وعمر الدسوقي
أكد العلماء المشاركون في ندوة الأوقاف و”عقيدتى” أن الجرائم الأسرية التي تحدث في مصر، ماهي إلا حوادث فردية لا ترقى إلى درجة “الظاهرة”، وأن الاختيار الصحيح للزوجة هو الخطوة الأولى والأساسية نحو الاستقرار الأسرى.
قالوا: إن الشريعة الإسلامية جاءت برسالة إنسانية للعالم أجمع، وإن التنشئة المستقيمة للأبناء هى بمثابة المناعة الذاتية ضد أي مخاطر.
أضافوا: إن الإسلام اهتم بالأسرة اهتماما بالغا، والحديث عن الأسرة في القرآن الكريم لا يأتي إلا لجلب كل سعادة لها ودرء كل مفسدة عنها، مؤكدين أن الله تعالى خلق الكون وأنشأه وهيأه لخدمة الإنسان وجعل الإنسان خليفة الله في أرضه، ليعبده ويطيعه ويعمر به الكون.
أقيمت الندوة برعاية كريمة من د. محمد مختار جمعة- وزير الأوقاف- تحت عنوان: “الجرائم الأسرية وحتمية المواجهة”، فى مسجد السيدة زينب- رضى الله عنها وأرضاها- بالقاهرة، وحاضر فيها كل من: د. ماهر جبر- مدير المخطوطات بوزارة الأوقاف- د. إسلام النواوي- الإمام بأوقاف القاهرة- د. محمد أبوبكر جاد الرب، إمام وخطيب مسجد السيدة زينب رضي الله عنها.
أدار الندوة الكاتب الصحفى إبراهيم نصر- مدير تحرير جريدة “عقيتي”- وافتتحها فضيلة الشيخ طلعت جابر بركات، بآيات بينات من القرآن الكريم.
في كلمته بالندوة أكد د. ماهر جبر، أن الشريعة الإسلامية قد جاءت برسالة إنسانية كفيلة بخلق حياة كريمة للأسرة والمجتمع بأسره، وأن واقعنا المعاصر شهد أحداثًا فردية نتج عنها ارتفاع في نسب الطلاق وظاهرة أطفال الشوارع والزواج العرفي، وغير ذلك مما يستلزم حتمية المواجهة في ضبط السلوك القيمي والأخلاقي من خلال منظومة الواجبات والحقوق بين أفراد الأسرة.
المعيار الأخلاقى
أضاف د. ماهر: إن المعيار الأخلاقي للأسرة هو الفيصل لاستمرارها على الحياة المستقيمة، فالشريعة الإسلامية جاءت برسالة إنسانية أخلاقية داعية إلى كل خلق كريم وسلوك مستقيم، وهي كفيلة بخلق حياة كريمة آمنة لكل كيان أسري ومجتمعي، مؤكدا أن الجرائم الأسرية فى مصر حوادث فردية لا ترقى إلى درجة الظاهرة.
واختتم د. ماهر كلمته بقوله: أتوجه بخالص الشكر إلى وزارة الأوقاف ووزيرها د. محمد مختارجمعة، وإلى جريدة عقيدتي الموقرة المحترمة لإتاحة المشاركة في مثل هذه المناقشات، وتلك الندوات، من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة، ومعالجة شتى قضايا المجتمع، قال تعالى: (خذ ما أتيتك وكن من الشاكرين) ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله.
جلب السعادة
وفي كلمته أكد د. محمد أبو بكر- إمام مسجد السيدة زينب (رضي الله تعالى عنها)- أن الإسلام اهتم بالأسرة اهتماما بالغا، والحديث عن الأسرة في القرآن الكريم لا يأتي إلا لجلب كل سعادة لها ودرء كل مفسدة عنها، مؤكدا أن الله تعالى خلق الكون وأنشأه وهيأه لخدمة الإنسان وجعل الإنسان خليفة الله في أرضه، ليعبده ويطيعه ويعمر به الكون، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، وقال تعالى: (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) ولا يتأتى ذلك الإعمار إلا من إنسان مستقر نفسيا واجتماعيا.
أضاف: إن بناء الأسرة الصالحة يبدأ من اختيار الزوجة الصالحة، ومن هنا فليس للجرائم الأسرية حينئذ وجود، حتى لا تصبح الأسرة عرضة لكل خطر يهددها، مبينا أن الأخلاق الكريمة والتنشئة المستقيمة للأبناء هي بمثابة مناعة ذاتية ضد أي خطر يهدد كيان الأسرة.
الأسرة والمجتمع
ثم تحدث الشيخ إسلام النواوي، مؤكدا اعتزازه بانتمائه إلى وزارة الأوقاف التي تتبنى خططا دعوية جريئة في معالجة القضايا المجتمعية معالجة هادئة حاسمة، ولاسيما ما يتعلق بالأسرة، ثم قال: الأسرة هي بداية التقويم الحقيقي للمجتمع، وإن الاختيار الصحيح للزوجة يعد اللبنة الأولى في الاستقرار الأسري، في ظل علاقة تتخللها المودة والرحمة والعشرة بالمعروف، تحقيقا لقول الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
أضاف الشيخ إسلام النواوى: إن ترشيد العقل في القرارات الأسرية المصيرية مثل: تنظيم الأسرة، وتحمل مسئولية رعاية الأبناء، وتنشئتهم تنشئة صالحة، من الأمور التي تقي الأسرة الوقوع في شرَك الجرائم التي يعاني منها المجتمع، ومن أهم العوامل السلوكية التي يجب مراعاتها بين أفراد الأسرة: الاستئذان، فهو حصن يقي من وقوع النظر على العورات التي لا يباح النظر إليها، كذلك لا يخفى على كل ناظر أن الإدمان والمخدرات سسبب رئيس في انتشار الجرائم الأسرية، مما يستلزم استنفار كل الجهود والمؤسسات لمقاومة تلك الآفة التي تحطم الشباب قيميا واجتماعيا وسلوكيا، وإن المشهد الواحد للرذيلة عندما يعرض على شاشة التليفزيون أو شاشة السينما، كفيل بأن يمحوانجازات عام كامل من التربية.
ولذلك الأسرة أصبحت هشة، تعصف بها أقل الحوادث.. مع أن ديننا الحنيف أكد على احترام الرجل شريكة حياته، والجرائم التى نسمع ونقرأ عنها، ليست شيئا جديدا، وإنما هى تختلف باختلاف الزمن واختلاف الحال، فما كنا نسمع من قبل عن إنسان يقتل أولاده جميعا وزوجته لأنه شك فى أن زوجته تخونه.
نعم كان العرب يقتلون الإناث قديما فى الجاهلية قبل الإسلام، لأنها مدعاة للخزي في وجهة نظرهم، ولما جاء الإسلام عالج هذه الجريمة الشنعاء.
الخرس الزوجي
ثم تطرق النواوي إلى قضية تعد من أخطر القضايا في المجتمع المصري، ألا وهي: “الخرس الزوجي”، ووجه العديد من النصائح للزوجين من أجل ضمان بقاء الأسرة، وحذر من تناول المخدرات وخطرها علي الفرد والجماعة، حيث تذهب العقل وتؤدي إلى التحرش الجنسي ربما بالمحارم، ونادى بضرورة أن يستأذن الرجل عند دخوله على زوجته أو ابنته أو أمه حتى لايراها في موقف لا تحب أن يراها فيه.
كما وجه النواوى الشباب إلى ضرورة حسن الاختيار عند الزواج، مشيرا إلى ضرورة أن يتحمل الزوج وأن يتحامل على نفسه، وكذلك على الزوجة أن تتحمل وتتحامل على نفسها من أجل بقاء الأسرة، والحفاظ على مشاعر الأبناء، مع وجوب تفعيل آيات الإستئذان وتعليمها للصغار قبل الكبار.
شكر وترحيب
وفي كلمة ترحيب بالسادة العلماء الذين حاضروا في الندوة قال د. عبدالله عزب- إمام وخطيب مسجد السيدة زينب-: أشعر بسعادة غامرة وأنا أتابع عن قرب نجاح هذه الندوات التي تجوب محافظات الجمهورية من أقصاها إلى أقصاها، برعاية كريمة من د. محمد مختار جمعة- وزير الأوقاف- الذي أحدث طفرة مذهلة في مجال تطويرالدعوة، والدفع بالدعاة الشباب في جميع قطاعات الوزارة، مما أكسبهم الثقة في أنفسهم، ليتعودوا على مواجهة المواقف مبكرا من أجل الحفاظ على وسطية وسماحة الدين الإسلامي الحنيف.
كما وجه د. عبدالله عزب الشكر لجريدة عقيدتي مثمنا جهود كل العاملين فيها ومواكبة أحداث العصر أولا بأول من خلال هذه الندوات، ووجه جزيل الشكر الي السادة الحضور، واختتم كلمته بالدعاء إلى مصرنا الحبيبة بأن يحفظها المولى جل وعلا من كيد الكائدين وحقد الحاقدين وعبث العابثين.