أكد معالي الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أ.د سامي الشريف أن وجود مقر الرابطة داخل جمهورية مصر العربية يعد قوة ناعمة لمصر، مضيفا أن معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى رئيس رابطة الجامعات الإسلامية يؤكد دائما على أهمية بقاء الرابطة في مصر، وفي أحضان جامعة الأزهر.
وأشار معاليه إلى أن الرابطة منذ أن تم تخصيص مكان لها بمركز صالح كامل بجامعة الأزهر، وهي تلقى كل الدعم والتقدير من الجامعة، فكثيرا ما أقيمت مؤتمرات وندوات داخل جامعة الأزهر، مضيفا أن الرابطة تلقى كل الدعم والمساندة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، ومن رئيس جامعة الأزهر، ومن كل الكليات التي تسهم معنا بأنشطة متعددة، قائلا: “رغم كوني أنتمي لجامعة القاهرة، ولكني أزهري الهوى”.
وأوضح معاليه ضمن تصريحات معالي الأمين العام للرابطة في الحوار الذي نشر مؤخرا في جريدة النبأ، أن رابطة الجامعات الإسلامية، منذ نشأتها عام 1969بالمغرب وهي تسعى إلى التنسيق بين الجامعات التي تدرس العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية، وإقامة شراكات بين هذه الجامعات، والإسهام في تطوير المناهج والمقررات بما يخدم متغيرات العصر، فالرابطة تُعنى بالعلوم الإنسانية، وبكل ما يتعلق بالمقومات الثقافية والنفسية للإنسان، فضلا عما يرتبط بالجانب الإنساني كعلوم الاجتماع والنفس والإعلام والسياسة.
وحول بعض الرؤى المستقبلية للرابطة، قال الأمين العام: وجدنا أنه من المنطقي أن تضم الرابطة أعضاء من الجامعات المصنفة على أنها غير إسلامية، ولكنها موجودة في الدول الإسلامية؛ لذلك قمنا بعمل عضوية فاعلة وعضوية مراقبة، فالعضوية المراقبة تكون للجامعات التي لا تحمل الطابع الإسلامي، بحيث تحضر ونستفيد من خبراتها ومناهجها، بهدف الحصول على مزيد من الانفتاح لصالح الجامعات الإسلامية.
وأوضح أن العالم الإسلامي الآن مليء بالجامعات التي تدرس علوم شرعية وغير شرعية، على سبيل المثال جامعة الأزهر لا تدرس العلوم الشرعية فقط، ولكنها تدرس الزراعة والطب والهندسة، وهناك جامعات غير إسلامية لا تعتني بالعلوم الشرعية ولكنها تدرس علوم شرعية، فمثلا جامعة أكسفورد في بريطانيا تمنح درجة الماجستير والدكتوراه في العلوم الشرعية، كما أن جامعة ويلز في بريطانيا تمنح درجة الماجستير والدكتوراه في العلوم الشرعية، بينما الجامعة البريطانية في بيروت تدرس التاريخ الإسلامي .
وبيّن أ.د سامي الشريف أن الرابطة تولي اهتماما كبيرا بتوظيف الإعلام في خدمة قضايا الإسلام والتعاون بين الجامعات الإسلامية المختلفة، مؤكدا أن الإعلام والدعوة وجهان لعملة واحدة؛ وأرجع ذلك إلى أن الداعية يستهدف نقل رسالة الحق ورسالة الله إلى الجمهور، والإعلامي يستهدف توصيل المعلومة والرسالة الصحيحة والصادقة والموضوعية للجمهور، والإعلام والدعوة لا بد وأن يلتزما بالمصداقية والموضوعية.
كما صرح معاليه أن الرابطة مؤخرا قد أولت موضوع (الدعوة وتحديات العصر الرقمي) اهتماما كبيرا، ومن ثّم نظمت العديد من الفعاليات العلمية التي تناقش هذا الموضوع، مضيفا أن العمل الدعوي في العصر الرقمي لابد وأن يكون مواكبا للعصر، مثمنا الدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية في تجديد الخطاب الديني من خلال دعم وتدريب الدعاة والواعظات على الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة.
وعن المنهاج المتبع في رابطة الجامعات الإسلامية أكد معالي الأمين العام أنه قائم على فتح الحوار بين مختلف المذاهب والشرائع والحضارات، من أجل إقامة عالم بلا كراهية، عالم يعيش فيه الناس في أمان ووئام وسلام.