عندما تتأمّل صفات الله تعالى في القرآن الكريم فستجد أن الله تعالى وصف نفسه بأنه (خير) في كثير من الآيات فهو خير الوارثين، خير الغافرين، خير الناصرين، خير الحاكمين، خير الفاصلين، خير الفاتحين، خير الرازقين، خير المنزلين، خير الماكرين، وهو خير ثوابا وخير عقبا، (هُنَالِكَ ٱلۡوَلَـٰیَةُ لِلَّهِ ٱلۡحَقِّۚ هُوَ خَیۡرࣱ ثَوَابࣰا وَخَیۡرٌ عُقۡبࣰا ٤٤﴾ سورة الكهف.
وكذلك وصفه المؤمنون بأنه خير ثوابا لمن أطاعه ففي سورة طه (والله خير وأبقى) أي (واللَّهُ خَيْرٌ﴾ ثَوابًا لِمَن أطاعَهُ. ﴿وأبْقى﴾ عِقابًا لِمَن عَصاهُ، وكثير من الآيات جاءت صفته “خير” مضافة إلى صفة أخرى
ففي الحفظ (فَٱللَّهُ خَیۡرٌ حَـٰفِظࣰاۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰحِمِینَ) (سورة يوسف)، فإذا دعوت فتذكّر قول يعقوب واسأله الحفظ. وأما في الرزق فهو خير الرازقين (قُلۡ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَیۡرࣱ مِّنَ ٱللَّهۡوِ وَمِنَ ٱلتِّجَـٰرَةِۚ وَٱللَّهُ خَیۡرُ ٱلرَّ ٰزِقِینَ﴾ (الجمعة ١١)، وتذكّر عند الدعاء قول عيسى: (.. رَبَّنَاۤ أَنزِلۡ عَلَیۡنَا مَاۤىِٕدَةࣰ مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ تَكُونُ لَنَا عِیدࣰا لِّأَوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا وَءَایَةࣰ مِّنكَۖ وَٱرۡزُقۡنَا وَأَنتَ خَیۡرُ ٱلرَّ ٰزِقِینَ﴾ [المائدة ١١٤].
فإن أصابك ظلم فاصبر والجأ إلى الله فهو خير الحاكمين وهو خير الفاصلين، وتذكر قوله تعالى لسيدنا محمد: (وَٱتَّبِعۡ مَا یُوحَىٰۤ إِلَیۡكَ وَٱصۡبِرۡ حَتَّىٰ یَحۡكُمَ ٱللَّهُۚ وَهُوَ خَیۡرُ ٱلۡحَـٰكِمِینَ﴾ [يونس ١٠٩]، “إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ یَقُصُّ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ خَیۡرُ ٱلۡفَـٰصِلِینَ” [الأنعام ٥٧]
وإن مكر بك الأعداء فلا تخشاهم واعمل خيرا فالله سيمكر بهم ويردّ مكرهم عليهم وينجيك منهم فهو خير الماكرين (وَمَكَرُوا۟ وَمَكَرَ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَیۡرُ ٱلۡمَـٰكِرِینَ﴾ [آل عمران ٥٤]، وتذكّر أنهم مكروا بنبيّك من قبل فنجَّاه الله منهم ﴿وَإِذۡ یَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لِیُثۡبِتُوكَ أَوۡ یَقۡتُلُوكَ أَوۡ یُخۡرِجُوكَۚ وَیَمۡكُرُونَ وَیَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَیۡرُ ٱلۡمَـٰكِرِینَ﴾ [الأنفال ٣٠].
واطلب من الله أن يقضي بالحق فهو خير الفاتحين أي القضاة الحاكمين (رَبَّنَا ٱفۡتَحۡ بَیۡنَنَا وَبَیۡنَ قَوۡمِنَا بِٱلۡحَقِّ وَأَنتَ خَیۡرُ ٱلۡفَـٰتِحِینَ﴾ [الأعراف ٨٩].
وثق بنصر الله فهو خير الناصرين ﴿بَلِ ٱللَّهُ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَهُوَ خَیۡرُ ٱلنَّـٰصِرِینَ﴾ [آل عمران ١٥٠].
واطلب المغفرة والرحمة كما طلبها موسى (..أَنتَ وَلِیُّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَاۖ وَأَنتَ خَیۡرُ ٱلۡغَـٰفِرِینَ﴾ [الأعراف ١٥٥].
فإذا نجوت من الأعداء الظالمين فاشكر الله وادع بما أمر به نوح (وَقُل رَّبِّ أَنزِلۡنِی مُنزَلࣰا مُّبَارَكࣰا وَأَنتَ خَیۡرُ ٱلۡمُنزِلِینَ ٢٩) (سورة المؤمنون).
واحمد الله على نعمة الإيمان والهداية والسلامة والإسلام (قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَـٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِینَ ٱصۡطَفَىٰۤۗ ءَاۤللَّهُ خَیۡرٌ أَمَّا یُشۡرِكُونَ ٥٩﴾ (سورة النمل).