د.عبدالباسط هيكل: الأدلة الشرعية والعقلية تؤكد أضرارهما
الشيخ عبدالمعطي أحمد :وباء يضيع المال والصحة في الدنيا.. والخسران في الآخرة
أدار الندوة: جمال سالم
تابعها: محمد الساعاتى
أكد العلماء المشاركون فى الندوة التى أقيمت بمسجد أحمد الصغير بشبرا الخيمة، القليوبية، بالتعاون بين عقيدتي ووزارة الأوقاف، برعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، تحت عنوان:” التدخين والإدمان وأثرهما المدر على الفرد والمجتمع” أن التدخين وإدمان المخدرات آفة الشعوب من القدم، بل إن الشعوب دمرت أعدائها في مستنقع التدخين والإدمان.
أشاروا إلى أن المحافظة على الأبناء تبدأ من الأسرة التي عليها أن تحسن تربية أبنائها على أساس الدين وحمايتهم من مخاطر رفاق السوء ووسائل الإتصال والتواصل الإجتماعي التي تزين الحرام وتسهله للناس.
بدأت الندوة بتلاوة قرآنية للشيخ طارق عبدالقوي، واختتمت بابتهالات دينية للشيخ عبدالله الشرقاوي، حضر الندوة الشيخ ماهر سعيد عبدالفتاح، مدير إدارة أوقاف غرب شبرا الخيمة، ومن مفتشي الإدارة الشيخ إسماعيل عبدالحميد زايد، الشيخ عصام نفادي سليم، الشيخ صالح منصور، خطيب المسجد .
أكد الزميل جمال سالم، مدير تحرير عقيدتى، أنه إذا كانت “الخمر” تسمى “أم الخبائث” لكثرة ما ينتج عنها من خبائث ومعاصي، فإننا نؤكد أن “التدخين” هو “أبو الخبائث والكوارث” لأنه البوابة العفنة والممقوتة لكل أنواع المعاصي وإدمان المخدرات وكل العادات السيئة، ويكفي المدخن إثما أنه يعاقب على هذا الذنب أربع مرات عن “المال – الصحة – الهواء الذي يلوثه- إضراره بالآخرين”، ويعد التدخين من المعاصي القديمة حيث تؤكد الدراسات أنه كان موجودا قبل سبعة آلاف سنة في الطقوس الدينية لعبدة الأصنام وغيرها من أفعال المشركين القدامى، واستمر حتى الآن كوسيلة للحروب بين الأمم، فالانجليز هزموا الصينيين الذين يمثلون ربع العالم في “حروب الأفيون” وكذلك الدول المتقدمة تصنع التدخين وتصدره للدول الفقيرة ليصاب أهلها بالأمراض الفتاكة، في حين يقل عدد المدخنين في الدول التي تصنع التدخين والمواد المخدرة.
حرام بالإجماع
قال د. عبدالباسط هيكل، الأستاذ بكلية اللغة العربية– جامعة الأزهر: المخدِّرات وفقًا لمنظمة الصحة العالمية هي: “كل مادة خام أو مستحضرة أو مصنعة، يُؤدِّي تناولها إلى اختلال في وظائف الجهاز العصبي المركزي سواء بالتهبيط أو التنشيط أو الهلوسة، مما يُؤثِّر على العقل والحواس، ويسبب الإدمان”. والعجيب أن هذا التعريف المعاصر لم يختلف كثيرا عن تعريف العلامة ابن حجر الهيتمي في كتابه “الزواجر” بأنها: كل ما يتولَّد عنه تغطية العقل وفقدان الإحساس في البدن أو فتوره ويسبب أضداد النشوة والطرب، والعربدة والغضب والحمية”. ومن المعلوم أن تحريم التدخين والمخدرات من الأمور المتفق عليها بلا خلاف.
وردَّ د. هيكل، على المشكّكين في حرمة التدخين بقولهم: من أين أتي التحريم؟ فقال: سنجد أننا أمام أدلة عامة في التحريم، فليس كل محرم يأتي تحريمه بآية من القرآن الكريم، أو حديث نبوي من السنة المطهرة، وإنما هناك أدلة عامة مثل: تحريم الخبائث لقول الله تعالى: “وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ”.
– تحريم كل ما يضرّ بصحة الإنسان ويؤدي بنفسه إلى التلف، وكذلك تحريم تبذير المال فأكد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا ضرر ولا ضرار.
– تحريم الاعتداء على الحياة والمال، وهذا ما نفهمه من حديث: “نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ”؛ لِذَا فَإِنَّهُ لَا تَزُولُ قَدَمَا الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ تِلْكَ النِّعَمِ” وفي رواية أخرى:”لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ”.
– تحريم الإضرار بالنفس لقول الله تعالى:” وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً”، وقوله سبحانه أيضا:” مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ” .
– الإسلام كرم الإنسان، وجعل المحافظة على النفس والعقل مِن الضروريات الخمس التي دعا إلى المحافظة عليها، وهي:” الدين، والنفس، والنسل، والعقل، والمال” حتى يمكن للإنسان أن يكون خليفةً لله في الأرض ويقوم بعِمارتها.
– إجماع الأطباء على ضرره الصحي للمدخن والمحيطين به من خلال التدخين السلبي، وهذا ما نهى الله تعالى عنه في قوله:” وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”، وقال عنها الإمام ابن عاشور:”كل تسبب في الهلاك عن عمد فيكون منهيًّا عنه محرمًا، ما لم يوجد مقتضٍ لإزالة ذلك التحريم”.
عن كيفية العلاج من التدخين والإدمان بكل صوره وأشكاله أكد د. هيكل: هناك أسباب رئيسية لابد أن يتصف بها المدخن أو المدمن إذا أراد أن يقلع عن هذه العادة السيئة المرفوضة دينيا وعقلا وأهمها:
– الإرادة: كي تتوقف عن التدخين أو تتعافى من المخدرات تحتاج إلى قوة الإرادة، فلا يعرف النجاح من لا إرادة له، ولا يعرف الإرادة من لا ضمير له، ولا يعرف الضمير من لا عقل له، ولا فائدة في عقل لم تعمل فيه يد المعرفة، والمعرفة تقول إن التدخين والمخدرات دمار للصحة وللمال وللأسرة.
– التوبة والإلحاح على الله بالدعاء: لقول الله تعالى:” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ”.
– تكرار المحاولة مهما كان عددها: لا تحاول مرة بل حاول ألف مرة، والقرآن الكريم استخدم صيغة المبالغة التي تدل على الكثرة مع التوبة والتطهر في قول الله تعالى:” إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” كي لا نتوقف عن المحاولة.
– تجنب أهم أسباب الإخفاق«المشاعر السلبية» والانهزام الداخلي التي تجعل الإنسان يغرق في بحر من اليأس والقنوط المؤدي إلى الفشل عن التوقف عن التدخين أو المخدرات.
– تجنب التسويف والتأجيل أو إعطاء مبررات للاستمرار
– تغيير الصحبة بل تغيير مكان الإقامة للابتعاد عن الصحبة التي قادتك إلى الإدمان.
– اصنع الدافع: من أجل رضا الله، من أجل أبي وأمي، من أجل أسرتي وأولادي.
– كن رجلا، وممن قال الله عنهم:” مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا”. كن مجاهدا في سبيل الله الجهاد الأكبر الذي قال عنه النبي “عُدنا من الجهاد الأصغر (قتال العدو) إلى الجهاد الأكبر” (مقاومة النفس عما لا يُرضي الله).
وطالب د. هيكل الوزارات والهيئات المعنية بمكافحة التدخين تطوير خدماتها العلاجية لمساعدة المدخنين الراغبين في الإقلاع من خلال: افتتاح العديد من عيادات الإقلاع عن التدخين في مختلف مناطق والمحافظات- إصدار دليل لخدمات الإقلاع عن التدخين كدليل إرشادي لمقدمي الخدمة- القيام بالعديد من الدورات النظرية والعملية للعاملين في المجال- توفير الأدوية المساعدة على الإقلاع عن التدخين وتقديمها للمواطنين بالمجان- مشروع العيادة المتنقلة الذي تسعى فيه الوزارات لتقديم خدمة الإقلاع بصورة أسهل وأكثر انتشارًا وزيادة في عدد المستفيدين، وذلك بالوصول إلى أماكن تواجد المدخنين بالأعداد الكبيرة مثل:أماكن العمل، والمراكز التجارية، وأماكن التنزه وغيرها.
وأنهى د. هيكل مؤكدا أن العقلاء – بصرف النظر عن تعاليم الأديان- يقررون حرمة التدخين والإدمان لأضراره الجسيمة على الفرد والمجتمع،ومن جميل ما أبدع الشاعر الكبير معروف الرصافي قصيدة” العادات القاهرات”.
كل ابنِ آدم مقهور بعادات.. لهنّ يَنقاد في كل الإرادات
يَجري عليهنّ فيما يبتغيه ولا.. يَنفكّ عنهنّ حتى في الملّذات
قد يَستلِذّ الفتى ما أعتاد من ضرر.. حتى يرى في تعاطيه المسرّات
عادات كل امرىءٍ تأبى عليه بأن.. تكون حاجاته إلاّ كثيرات
أنّي لفي أسْر حاجاتي ومن عَجبِ.. تَعوُّدي ما به تزداد حاجاتي
كل الحياة افتقار لا يفارقها..حتى تنال ِغناها بالمنيّات
لو لم تكن هذه العادات قاهرةُ..لما أسيغت بحالٍ بنت حانات
ولا رأيت ِسكارات يدخّنها.. قوم بوقت انفراد واجتماعات
أن الدخان لثانٍ في البلاء إذا.. ما عُدّتِ الخمر أولى في البليّات
أضرار قاتلة
أكد فضيلة الشيخ عبدالمعطي أحمد عياد- مدير شئون إدرات الأوقاف بالقليوبية- أنه في ضوء الحقائق المؤلمة عن التدخين، فإننا نجزم بحرمته ليس على المدخن فقط بل من يوفر له وسائل التدخين والإدمان، لأنه إذا كان الدال على الخير كفاعله فإن الدال على الشر والحرام كفاعله أيضا، وأكدت منظمة الصحة العالمية مجموعة من الحقائق المفزعة عن التدخين أهمها: -التبغ يقتل نصف من يتعاطونه تقريبًا.
-على الصعيد العالمي يعيش نحو 80% من المدخنين في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
-يحتوي التبغ على القطران الذي يسبب سرطان الرئة وضيق المجاري التنفسية.
-يقلل من كفاءة كريات الدم الحمراء في نقل الأكسجين بسبب احتوائه على أول أكسيد الكربون؛ مما يؤدي إلى: تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم- انتفاخ الرئة والتهاب القصبات الهوائية- الجلطة القلبية (الذبحة الصدرية)- ضمور عصب الإبصار- السكتة الدماغية- تساقط الأسنان- احتشاء القلب.
أوضح أن الأسرة هي المسئول الأول عن إدمان أبنائها للتدخين والإدمان لأنها يجب أن تربي أبنائها على الدين الصحيح، ومراقبة الله، وتحري الحلال والحرام، فالأسرة هي البيئة الأولى التي تتم فيها التنشئة الأولى للأطفال الذين يولدوا صفحة بيضاء يسطر محتواها الوالدين، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: “كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ، فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهو مسؤولٌ عنهم، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلها وولدِهِ وهي مسؤولةٌ عنهم، وعبدُ الرجلِ راعٍ على بيتِ سيدِهِ وهو مسؤولٌ عنهُ، ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ”، ولهذا لابد للآباء والأمهات أن يحسنوا التربية لأننا نرى بعض الفتيات الآن يجلسن على المقاهي ويدخن الشيشة والسجائر بوقاحة ودون حياء، مما يؤكد أنه بلاء وكارثة تضر كل أفراد المجتمع، وصدق رسول الله القائل:” كفى بالمرءِ إثمًا أن يُضَيِّعَ من يقوتُ”.
وحذر الشيخ عبدالمعطي من مخاطر “أصدقاء السوء” الذين هم “شياطين الإنس” الذين يفسدون رفقاهم، ويأخذوا بهم إلى التهلكة ولهذا قال تعالى:” الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ”، ولسان حال من وقيع فريسة الإدمان أو التدخين بسبب رفاق السوء:” يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا”، وحذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من رفاق السوء ودعانا إلى مصاحبة الصالحين فقال:” إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً ” ، ووضح لنا صلى الله عليه وسلم تأثير الصاحب على صاحبه فقال:” الرجلُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم من يُخالِلُ”، وقيل المثل العامي” الصاحب ساحب” أي أنه يسحب صاحبه إلى الطاعة أو المعصية، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:” لا تصاحبْ إلا مؤمنًا ، ولا يأكلْ طعامَك إلا تقيٌّ”.
وانتقد الشيخ عبدالمعطي تزيين وسائل الإعلام والاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي للتدخين والإدمان وخاصة عن طريق الأعمال الفنية التي تعرض مشاهير الممثلين وهم يدخنون أو يشربون المسكرات بكل سعادة، فهؤلاء جنود الشيطان الذين يزينون المعاصي والمنكرات، وقال الله تعالى عن أمثال هؤلاء:”..وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ”، وكذلك لابد للدولة من وضع استراتيجية متكاملة تتشارك فيها مختلف مؤسسات الدولة حتى تتم محاصرة التدخين والإدمان عن طريق نشر الوعي الديني والأسري والثقافي والاجتماعي لأن الإنسان عدو ما يجهل، وتبدأ دوامة التدخين والإدمان عن طريق التجربة ليبدأ المدخن والمدمن سكة الندامة والتخبط بين المعاصي التي زينها له شياطين الإنس والجن الذين ينبطق عليهم قول الله تعالى:” قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا”.
وأنهى الشيخ عبدالمعطي مؤكدا أن التدخين والإدمان حرام قطعا بالأدلة الشرعية والعقلية، ولا مجال للتشكيك فيه مثلما يفعل جنود الشيطان من الإنس الذين يحللون ما حرم الله بحجج واهية غير مقبولة عقلا قبل أن تكون غير مقبولة شرعا، فلا يوجد عاقل في العالم يقول أن التدخين أو الإدمان له أية فائدة، بدليل أن الدول المتقدمة تتراجع فيه نسبة التدخين في حين تتزايد في المجتمعات الفقيرة، واعجبتني قصيدة اسمها:”اعترافات سيجارة”.
سأل سيجارته بعد نوبة من السعال
لماذا تفعلين بي ما تفعلين؟
فأجابت وهي تتحول إلى رماد
أنــــــا عـــلـــبٌ مــلــونــة
ومــنـهـا أنـــت تـخـتـار؟!
هـان لأجـلي الـمال والدار
أعاديكم، وتحموني!!!!!! ؟
وبـالأمـوال تـفـدوني!!!!! ؟
وبـالـرئتين تُـغـذوني!!!!! ؟
فـــعــلام تـلـومـونـي !؟؟؟
وأنــتــم لا تـعـادونـي ؟! ؟
إلـــى الأمــراض أدعـوكـم
تــعــالـوا يـــــا أحــبــائـي
لأقــتــلــكــم بـــوبـــائــي
وأهــــدافــــاً لأدوائـــــــي
لــقـد سـمـمـت أجــوائـك
ونــــاري أصـبـحـت دائـــك
فـــكــم آذيـــــت أبــنـائـك
وكـــم أحـرقـت أحـشـائك
مـقـامـي فــي الـشـرايين
كــوســواس الـشـيـاطـين
أنــــا الأمـــراض أجـمـعـها
أنــــا الــسـرطـان والــقـار
أنــــــا ســـــلٌّ وأخـــطــار
وعــنــد الــمـوت أشــكـال