د.غانم السعيد: مواساة إلهية للرسول.. وتأكيد الثقة بالله
د.عادل المراغي: دعوة لإصلاح أحوالنا بالطاعات واجتناب المعاصي
أدار الندوة- جمال سالم:
متابعة- محمد الساعاتي:
أكد العلماء المشاركون فى الندوة التى أقيمت بمسجد الصباح بالمعادي بالتعاون بين جريدة عقيدتي ووزارة الأوقاف، برعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، تحت عنوان:” الدروس المستفادة من رحلة الإسراء والمعراج” أن الرحلة المباركة جاءت جبر لخاطر النبي وتخفيفا عنه بعد ما عناه في” عام الحزن” بوفاة أم المؤمنين السيدة خديجة وعمه أبو طالب وإيذاء الطائف له.
وأشاروا إلى أهمية توعية الأجيال بالدروس المستفادة من الرحلة المباركة ليعرفوا عظمة دينهم ونبيهم وضرورة تحرير الأقصى مسرى رسولهم من أيدي الغاصبين الصهاينة.
أوضحوا تفاصيل الرحلة وما فيها من آيات ربانية لرسوله الكريم وضرورة التصديق بها حتى وإن لم يستوعبها العقل. حضر الندوة الشيخ يوسف نصار، مدير إدارة أوقاف البساتين والمعادي الجديدة.
أكد الزميل جمال سالم، مدير تحرير عقيدتى، أن الإسراء والمعراج معجزة كبرى، وتعد رحلة الإسراء من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بالقدس عجيبة بالقياس إلى مألوف وقوانين البشر ، وأما رحلة المعراج فهي رحلة سماوية من عالم الأرض إلى عالم السماء، حيث سدرة المنتهى، ثم الرجوع بعد ذلك إلى المسجد الحرام، وقد حدثت هاتان الرحلتان في ليلة واحدة قبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، وفي هذا تأكيد على وحدة موقف الأمة من المسجد والحرام والمسجد الأقصى أن سيطرة المسلمين عليهما عنوان قوة أو ضعف الأمة، ولهذا فإن أمتنا التي احتل الصهاينة الأقصى الأسير دليل على أن صراعنا مع اليهود صراع وجود لا حدود لقول رسول الله:” لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ – شدة وضيق معيشة – حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ”. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ:”بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ”.
معجزة كبرى
أكد الدكتور غانم السعيد، العميد السابق لكليتي اللغة العربية والإعلام – جامعة الأزهر، أنه من العجيب حديث القرآن الكريم عن الإسراء في سورة الإسراء، جاء في آية واحدة بعد كلمة “سبحان” التي تعني تنزيه الله واتصافه بكل صفات الجلال والكمال، ولا يأتي بعد سبحان إلا أن جلل أو عظيم، فقال سبحانه:” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”، أما حديث القرآن الكريم تحدث عن المعراج في سورة النجم، فقال الله تعالى:” أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى. وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى. مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى. لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى”، وتعددت روايات الإسراء والمعراج في السيرة والأحاديث النبوية الصحيحة، تُشِير كل رواية منها إلى جزء أو جانب من هذه الرحلة المباركة، منها رواية أنس رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أُتيت بالبراق ـ وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى بصره ـ فركبته حتى أتيت بيت المقدس، فربطته بالحلقة التي يربط الأنبياء، ثم دخلت المسجد، فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن) فقال جبريل: اخترت الفطرة (الإسلام والاستقامة)، ثم عُرِجَ بالنبي بصحبة جبريل إلى السماء الدنيا، فاستفتح جبريل -أي: طلب من الملائكة أن يفتحوا له الباب ليدخل- فسُئِل عمن معه؟ فأخبر أنه محمد صلى الله عليه وسلم، ففُتح لهما..وهكذا سماء بعد سماء، حتى انتهيا إلى السماء السابعة، فلقيا في السماء الأولى آدم عليه السلام، وفي الثانية يحيى وعيسى عليهما السلام، وفي الثالثة يوسف عليه السلام، وفي الرابعة إدريس عليه السلام، وفي الخامسة هارون عليه السلام، وفي السادسة موسى عليه السلام، وفي السابعة إبراهيم عليه السلام. ولقي النبي في كل سماء من الترحيب ما تقر به عينه وهو لذلك أهل،ثم رُفع برسول الله إلى سدرة المنتهى، فأوحى الله إليه ما أوحى، وفرضت عليه الصلاة خمسين صلاة كل يوم، فأوصاه موسى عليه السلام أن يعود إلى ربه يسأله التخفيف، فما زال النبي يفعل حتى أصبحت خمساً بدل الخمسين، ولكن أجر الخمسين للخمس..وانتهت رحلته بعودته إلى مكة ذهب عنه كل كرب وغم، وهم وحزن.. وحينما أخبر رسول الله قومه برحلته، وبما رآه من آيات ربه، اشتد تكذيبهم له، وارتد بعض من لم يرسخ الإيمان في قلبه، وذهب بعض المشركين إلى أبي بكر رضي الله عنه، وقالوا له: إن صاحبك يزعم أنه أسري به إلى بيت المقدس، فقال أبو بكر رضي الله عنه: إن كان قال فقد صدق”.
وأوضح أنه خلال معجزة ورحلة الإسراء والمعراج المباركة تأكدت أهمية الصلاة ومنزلتها في الإسلام لأن للصلاة منزلتها الكبيرة، ومكانتها العظيمة، ومما زادها أهمية وفضلاً أن الله فرضها في ليلة الإسراء والمعراج في السماء السابعة على رسوله صلى الله عليه وسلم مباشرة ودون واسطة، وفي هذا اعتناء بها، وزيادة تشريف لها؛ ولذلك شدّد النبي في المحافظة عليها، وأمر بالقيام بها في السفر والحضر، والأمن والخوف، والصحة والمرض، وأصبحت قُرَّة عينه صلى الله عليه وسلم فقال:” وجُعِلت قُرَّة عيني في الصلاة”، وكان عليه الصلاة والسلام إذا أهمه أمر وشغله بادر إلى الصلاة، فعن حذيفة رضي الله عنه قال:” كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صَلَّى” حزبه أمر: أي نزل به واشتد، والصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولأهمية الصلاة كان النبي يكثر من وصيته وأمره بها، وكانت من أواخر وصاياه لأمته قبل انتقاله.
عن توقيت الرحلة المباكة قال الدكتور السعيد: بعد أن فقد النبي أولى زوجاته أم المؤمنين خديجة وعمه أبا طالب اللذَينِ كانا يؤانسانه ويؤازرانه، ضاقت الأرض بهِ نظراً لما لاقاه من تكذيب من المشركين، وسميت تلك السنة ب”عام الحزن”، وفي سبيل الدعوة ذهب الرسول إلى الطائف وحيداً يدعوهم إلى الإسلام والتوحيد لأن بها بعض أقارب أخواله من قبيلة ثقيف، ولكن أهل الطائف طردوه وسلطوا عليه صبيانهم وغلمانهم يرمونه بالحجارة فآذوه كثيراً وهنا دعا النبي دعاءه المشهور شاكياً إلى ربه:”اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي،غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل على غضبك، أو ينزل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة الا بك”، فيرسل الله إليه جبريل عليه السلام مع ملك الجبال ويقول له جبريل لو شئت نطبق عليهم الجبال فيقول النبي الرؤوف الرحيم:«لا..لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحّد الله” ورفض أن يدعو عليهم كما بعض الأنبياء قبله، فكرمه الله بقدرة إلهية وآنسه بحادثة الإسراء والمعراج، فأي تكريم ومؤانسة أشد وأعظم من تكريم كهذا إذ أتى جبريل عليه السلام ليصحب الرسول عليه الصلاة والسلام في رحلة الإسراء والمعراج وتفاصيلها كثيرة وموجودة في كتب السيرة والسنة، ولكن ما يستوقنا هنا من الدروس التصديق والإيمان الكامل من الصديق أبو بكر لكل ما قاله ورأه الرسول، ولهذا سمي ب”الصديق”الذي نزل فيه قرآن يتلى إلى يوم القيامة:” وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ”، وقوله:” إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”.
تأملات ومواعظ
أكد الدكتور عادل المراغي، إمام وخطيب مسجد الصباح بعرب المعادي،اختلاف بعض العقول في رحلة الإسراء والمعراج، فزعم البعض أنها كانت بالروح فقط، أو كانت مناماً، لكن الذي عليه جمهور المسلمين من السلف والخلف أنها كانت بالجسد والروح، قال ابن حجر في فتح الباري:”إن الإسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة، في اليقظة بجسده وروحه، وإلى هذا ذهب جمهور من علماء المحدثين والفقهاء والمتكلمين، وتواردت عليه ظواهر الأخبار الصحيحة، ولا ينبغي العدول عن ذلك، إذ ليس في العقل ما يحيله، حتى يحتاج إلى تأويل”. وقال ابن القيم:” أُسْرِىَ برسول الله بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، راكباً على البُرَاق، صحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام، فنزل هناك وصلى بالأنبياء إماماً، وربط البراق بحلقة باب المسجد، ثم عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا”.
أوضح أن الحكمة في المعراج أن الله تعالى أراد أن يشرف بأنوار محمد ﷺ السماوات كما شرف ببركاته الأرضين فسرى به إلى المعراج، ولقد أقسم الله على أن ما يحدث به رسوله بعد عودته من هذه الرحلة هو الحـق والصدق وليس بالكذب، لأنه لم يكذب قط طوال حياته. ولقد رأى رسول الله الآيات الكبرى لعظمة الله وقدرته المطلقة حتى أن جبريل فارق الرسول عند موضع لا تتعداه الملائكة، وقال له: إذا تقدمتَ-أي: يا محمد- اخترقتَ، وإذا تقدمتٌ- أي:أنا-احترقتُ. وبعد عبور هذا الموضع تجلى الله لرسوله بالإنعامات والتجليات والفيوضات، وأوحى إليه وحــيا مباشرا، وسئلت أم المؤمنين عائشة: هل رأى محمد ﷺ ربه عز وجل؟ وروى ربيع بن أنس أن النبي سئل: هل رأيت ربك؟. قال: رأيته بفؤادي ولم أره بعيني.
وأضاف الدكتور المراغي أن من يتأمل بعض مشاهد الرسول في الرحلة المباركة سيجد أن غالبيتها مرتبطة بتعليمات وتوجيهات اجتماعية تصلح أحوال المسلمين بعمل الصالحات التي تؤدي للجنة، وكذلك الابتعاد عن الأعمال لتي تؤدي بأصحابها إلى النار، فمثل حذرنا من أن نكون من الذين يقعون في الغيبة ويخوضون في أعراض المسلمين، فقال:” لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟، قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم”، كما رأى أقوامًا تقطَّع ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار، فقال له جبريل عليه السلام:”هؤلاء خطباء أمتك من أهل الدنيا، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون؟. وأتى على قوم يزرعون في يوم، ويحصدون في يوم، كلما حصدوا عاد كما كان، فقال: يا جبريل، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله، تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف، وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه، ثم أتى على قوم ترضخ رءوسهم بالصخر، كلما رضخت عادت كما كانت، ولا يفتر عنهم من ذلك شيء. قال: يا جبريل، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين تثاقلت رءوسهم عن الصلاة، ثم أتى على قوم على أدبارهم رقاع، وعلى أقبالهم رقاع، يسرحون كما تسرح الأنعام إلى الضريع والزقوم ورضف جهنم. قال:ما هؤلاء يا جبريل؟ قال:هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم، وما ظلمهم الله، وما الله بظلام للعبيد، ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم في قدر نضيج، ولحم آخر نيء خبيث، فجعلوا يأكلون الخبيث ويدعون النضيج الطيب. قال: يا جبريل،من هؤلاء ؟ قال:الرجل من أمتك يقوم من عند امرأته حلالا، فيأتي المرأة الخبيثة، فيبيت معها حتى يصبح، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا، فتأتي الرجل الخبيث فتبيت عنده حتى تصبح، ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يريد أن يزيد عليها، فقال: يا جبريل، من هذا؟ قال:هذا رجل من أمتك عليه أمانة الناس، لا يستطيع أداءها وهو يزيد عليها، ثم أتى على جحر صغير يخرج منه ثور عظيم، فيريد الثور أن يدخل من حيث خرج فلا يستطيع، فقال:ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة فيندم عليها، فيريد أن يردها فلا يستطيع…”.
عن الكيفية الصحيحة للاحتفال بليلة الإسراء والمعراج أكد الدكتور المراغي أنه من المستحب شرعًا الاجتهاد في كل الأوقات، وخاصة الأشهر الحرم ومنها رجب، فيجوز إحياؤها بجميع أنواع العبادات ،تعظيمًا لشأن الرحلة التي قام بها النبي وفرحًا بهذه الليلة العظيمة، ويستحب القيام بأعمال البر تعبيرًا عن الفرح بما أنعم الله به على نبيه الكريم كالتصدق على الفقراء وإطعام المساكين، وقضاء حوائج الناس ومساعدتهم، والإكثار من الدعاء والاستغفار، والصلاة وقيام الليل، وذكر الله تعالى بالتسبيح والتهليل، ورغم أنه لم يرد دليل شرعي يخص استجابة الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج، ولكن الدعاء في كل وقت وخاصةً في مواطن استجابة الدعاء، مثل السجود وثلث الليل الأخير،هو من الأعمال المحببة التي يُرجى منها قبول الدعاء، والإيمان بأن هذه الرحلة المباركة جاءت لتوكد قول الله تعالى دائما وأبدا:”مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ. وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ. وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ”، ولتزود النبي بطاقة روحية إضافية، تزيده قوة وإصرارا وصبرا وثباتا، إنه النبي المكرم عند الله، المنصور من عند الله،.أليس من تكريم الله له عليه الصلاة والسلام بلوغه سدرة المنتهى؟
وأنهى الدكتور المراغي كلامه مؤكدا أن معجزة الإسراء والمعراج اشتملت على فوائد ودروس كثيرة، وظهر فيها فضل النبي صلى الله عليه وسلم وعلو منزلته، وإمامته للأنبياء، وأطلعه الله فيها على النار وما يجري فيها من عذاب الكفار وأهل المعاصي، وأراه الجنة وما فيها من النعيم الذي أعده لأهلها، ولهذا فإنها من المعجزات والأحداث البارزة في تاريخ الدعوة الإسلامية، والرحلة المباركة كانت في جزء من الليل ولم تستغـرق الليل كله، مع العلم أن الليل أحب أوقات الخلوة، ووقت الصلاة المفضل، وسارع بالإيمان والتصديق بها من رسخ الإيمان في قلوبهم وعقولهم لأن شعار المؤمنين في كل العصور”..وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”، كما تؤكد الرحلة عمق العلاقة بين المسجد الحرام القبلة الثانية للمسملين، والمسجد الأقصى القبلة الأولى، وبالتالي لا يجوز شرعا للمسلمين التهاون في الدفاع عن الأقصى ودعم أهل فلسطين ومن هم بأكناف بيت المقدس، فتحريره مسئولية الجميع.