الصدقة هي ما يخرجه الإنسان من ماله أو من سائر نعم الله ـ عز وجل ـ عليه لغيره بنية خالصة لوجه الله ـ عز وجل.
وقد جعلها الإسلام بابًا من أبواب التكافل الاجتماعي فمعلوم أن الناس في كل مجتمع يتفاوتون في العطايا والهبات الربانية إذ منهم الغني والفقير والقوي والضعيف والصحيح والمريض ….فكان من اللائق إنسانيًا عطف الغني على الفقير والقوي على الضعيف والصحيح على المريض….. وبذلك يتحقق التكافل الاجتماعي بين جميع أفراد المجتمع كما أن الصدقة تنشر المحبة والمودة بين طبقات المجتمع وتحقق التراحم والتعاطف وتقوي الصلة بين أفراده فيجتهد كل واحد منهم لتوفير الرخاء والأمن والسلامة لغيره ويصبح المجتمع وكأنه جسد واحد “إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”
لذا رغبنا النبي صلى الله عليه وسلم فيها وحثنا على إخراجها فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من يوم يصبح فيه العباد إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا ، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا) وعن أبي كبشة الأنماري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة أقسم عليهن: ما نقص مالٌ من صدقة ، وما ظُلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزَّا ، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله بها عليه باب فقر) لذا وجدنا من الصحابة الأجلاء ومن التابعين النجباء مَن يقدم الصدقة على غيرها من أعمال البر والخير فعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال: “تباهت الأعمال فقالت الصدقة: أنا أفضلكم”
وقال عبد العزيز بن عمير: “الصلاة تبلغك نصف الطريق ، والصوم يبلغك باب الملك ، والصدقة تدخلك عليه” وقال يحي بن معاذ: “ما أعرف حبة تزن جبال الدنيا إلا من الصدقة)
فبالصدقة ننشر المحبة ، ونقوي الصلة ، ونطهر النفس ، ونحفظ النعم ، وندفع النقم ،وننال الأجر العظيم من رب غفور رحيم.